علاج جديد ذكي لسرطان الثدي الثلاثي السلبي

من القضاء 2019/03/04
...

ترجمة: نادية المختار 
توصل خبراء وباحثون في مجال طب أورام الثدي الثلاثية السرطانية الشديدة العدوانية، من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الاميركية، وبالتعاون مع مركز هيربرت ايفرينغ لأبحاث سرطانات الدم والثدي في نيويورك، الى استحداث (عقار ذكي جديد) يقوم باستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها بسرعة عالية.     
ففي تجربة سريرية حديثة، لاحظ الفريق البحثي بزعامة البروفسور كيفن كالينسكي، أن المريضات قد استجبن الى هذا العقار الذكي المستحدث من المصابات بنوع عدواني جدا من سرطان الثدي.
فقد أظهر العقار الذكي، وعدا ناجعا للنساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي الثلاثي السلبي، استنادا الى بيانات دقيقة من اختبار سريري في مركز هيربرت ايرفنغ الشامل لمكافحة السرطان في نيويورك ومراكز وعيادات طبية أخرى.
 
بيانات ايجابية 
يقول البروفسور كيفن كالينسكي أستاذ الطب في جامعة كولومبيا فاجيلوس، كلية الأطباء والجراحين، وأختصاصي الأورام في المركز الطبي بنيويورك- جامعة كولومبيا ايرفينغ، والمؤلف الرئيسي للبحث: “أعتقد أن هذا الدواء لديه القدرة على تغيير التجربة، لأن البيانات تبدو مقنعة للغاية حتى مع العدد الصغير نسبيا من المرضى في التجربة. كما ان هناك حاجة غير ملباة للمرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الثانوي لنوع من الورم الخبيث لسرطان الثدي. وقد لاحظنا حدوث انكماش واضح للورم الكبير مع هذا العلاج الجديد.” 
فسرطان الثدي الثلاثي السلبي، هو مرض عدواني الأكثر شيوعا نسبة الى سرطانات الثدي الأخرى الذي يحصل عند النساء الشابات وخصوصا بين النساء الأميركيات من أصل افريقي. ومن المعروف ان سرطانات الثدي الثلاثية السلبية لا تعبر عن مستقبلات هرمون الاستروجين أو مستقبلات البروجسترون أو  ما يعرف اختصارا بالرمز HER2. وهكذا، من الناحية التاريخية، تضمنت العلاجات فقط العلاج الكيميائي لسرطان الثدي الثلاثي السلبي وليس ما يعرف بالعلاج الموجّه، مثل العلاج بالهرمونات أو الهرسبتين.
ويعد الدواء الذي يعرف بتسمية “سايتويتزوماب جوفيتكان” جزء من فئة ناشئة من “العقاقير الذكية” المصممة لتوزيع وضخ شحنة سميّة مباشرة للخلايا الورمية. فهذا الدواء عبارة عن اندماج جسم مضاد يتعرف على البروتين المعبّر عنه بواسطة خلايا سرطان الثدي المعروفة باسم trop2 ومستقلب عقار العلاج الكيميائي الذي يطلق عليه تسمية irinotecan) SN-38). حيث يقدم الجسم المضاد SN-38 مباشرة الى الخلية السرطانية.
يقول كالنيسكي: “مع هذا الدواء الذكي، يمكننا تقديم جرعة أعلى بكثير من الشحنة السميّة، لأننا نرسلها مباشرة الى الخلايا السرطانية”.
 
أكثر من 100مصابة  
وتجدر الاشارة الى ان هذه التجربة السريرية قد اختبرت العقار الذكي الجديد على أكثر من 100 نساء مصابات بسرطان الثدي الانتقالي الثلاثي السلبي اللواتي سبق لهن الخضوع لعلاجين سابقين أو أكثر.
وبحلول الوقت الذي بدأت فيه المريضة نظام العلاج الثالث أو الرابع، فأن فرصة الاستجابة لهذا العقار بينهن كانت منخفضة. ومع ذلك، أنتج  عقار “سايتويتزوماب جوفيتكان” معدل استجابة أفضل في المريضات اللواتي عولجن سابقا مما كان ينظر اليه تاريخيا مع العلاجات القياسية الأخرى.
وبشكل عمومي أكثر وضوحا، لا بد من الاشارة الى ان نسبة 33 بالمئة من المريضات قد أستجبن لهذا الدواء. وكان متوسط مدة الاستجابة يربو عن 7 أشهر، فيما كان متوسط البقاء الكلي للخضوع لهذا الدواء بحدود 13 شهرا. مع التأكيد على ان هذه التجربة السريرية قد اختبرت فقط المرحلة الثانية والثالثة العشوائية التي تقارن هذا العقار مع أدوية مستمرة أخرى.  
ويوضح كالينسكي: “خلال ملاحظاتنا الدقيقة والمستمرة على مريضاتنا بهذا الداء، فقد شهدنا انكماشا كبيرا في الورم مع استخدام هذا العقار، واستغرق الأمر وقتا أطول حتى يتقدم السرطان مقارنةً بالعقاقير الأخرى المستخدمة عادةً في علاج سرطان الثدي النقيلي الثلاثي السلبي. كما ظلت 10 نساء من المستجيبات لهذا العقار على المدى الطويل خاليات من تطور المرض لأكثر من عام.”
ويقول الدكتور غاري شوارتز،رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مركز جامعة كولومبيا ايرفينغ الطبية ومدير مركز السرطان الشامل هيربرت ايرفينغ في كولومبيا: “ان وجود أورام أصغر يمكن أن يكون لها معنى لا يصدق لجودة حياة المريض. فعندما تتقلص الأورام، يكون المرضى أكثر عرضة لتطور الأعراض، مثل مرحلة الألم الشديد الوقع والألم القاتل.”
 
آثار جانبية 
وقد كانت الآثار الجانبية الرئيسة في التجربة هي تساقط الشعر والاسهال والتعب، لكن3 بالمئة فقط من المريضات اضطررن للتوقف عن تناول الدواء بسبب هذه الأحداث الضارة عليهن.
ويسترسل شوارتز: “الأهم من ذلك، أن الدواء لم يسبب اعتلالا عصبيا. فالخدر والوخز الذي يمكن أن يكون مؤلما جدا ومحدودا بالنسبة للمريضات. اذ يمكن للاعتلال العصبي أن يجعل من الصعب على المرء أن يرتدي ملابسه بذاته، أو حتى يمشي. ومن الواعد أن يكون هناك علاج فعال لا يعتدي على الاعتلال العصبي كأثر جانبي. كما يجري اختبار العقار في أنواع أخرى من سرطان الثدي وسرطان المثانة وسرطان البروستاتا.” وأخيرا يخلص كالينسكي: “نحن كفريق طبي وبحثي متكامل، متحمسين للمشاركة في التطور المبكر لهذا الدواء الجديد الذي نأمل أن يغير نموذج العلاج لكل المريضات اللواتي يعانين من سرطان الثدي النقيلي الثلاثي السلبي.” 
 
عن ساينس ديلي