نيويورك: بي بي سي
هل تحتكر الروبوتات معظم المهام التي تقوم بها العمالة البشرية في السنوات العشر المقبلة؟ هل نكتشف مصادر إبداعيَّة جديدة للطاقة تساعدنا في خوض معركة التغير المناخي؟ وهل حقا سنعيش في عوالم افتراضية؟
الميتافيرس
إنْ صحّت تطلعات رئيس شركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، فسوف نحيا ونعمل في ما يطلق عليه الميتافيرس، وهو سلسلة من العوالم الافتراضية، ستصبح المنصة التقنية الأهم منذ ظهور شبكة الإنترنت والويب.
ويقتنع زوكربيرغ أنَّ الميتافيرس هو المستقبل، وقد أعلنت فيسبوك عزمها توفير 10 آلاف وظيفة جديدة في الاتحاد الأوروبي مكرّسة لبناء عالم الميتافيرس.
وتؤمن إمّا ريدرستاد بعالم الميتافيرس. وتمتلك ريدرستاد شركة ووربِن لتطوير برمجيات الواقع الافتراضي.
تقول ريدرستاد: «سنكون قادرين على التسوق، وعلى مقابلة أصدقائنا، والعمل عن بُعد مع مَن نريد. سنكون قادرين على مشاركة مساحات رقمية، وموسيقى، وأعمال فنية».
وتضيف ريدرستاد: «سنكون قادرين على دمج العناصر الرقمية في عالمنا الماديّ، وعلى تعزيز الصبغة الرقمية للعالم أكثر مما هي اليوم».
وقد تتمكّن على سبيل المثال من حضور مباراة لكرة القدم لا تستطيع الذهاب فعليا إلى مكان انعقادها - وذلك عبر ما يُعرف بـ الأفاتار (صورة رمزية ثلاثية الأبعاد) الذي يمثلك ويجلس على مقعدك، مشاركا شخصية جارك الرقمية أيضا في تحليل مجريات المباراة.
لكن نيكولا ميلارد، الشريكة الإبداعية الرئيسية في شركة بي تي للاتصالات، تبدي هنا ملاحظة تحذيرية.
تقول ميلارد: إنَّ طبيعة الميتافيرس ستقنع المستخدمين بأنها جديرة باستهلاك الوقت وبأنها يمكن أنْ تكون مفيدة، «ولكن، هل يساعد ذلك على التواصل؟ على التعاون؟ على التعلم؟»
وتحذر ميلارد أيضا من صعوبة الخروج من متاهة هذه العوالم؛ ذلك أنها متعددة وتدار من قبل شركات متنوعة.
مستقبل الطاقة
مع اقتراب موعد انعقاد قمة التغير المناخي COP26 يصبّ العالم تركيزه على تحرير الاقتصاد من الكربون - وهو ما يتطلب مزيدا من التفكير الإبداعي على صعيد قطاع الطاقة.
ويرى الباحث جيمس ديكسون أن إحدى الأولويات في هذا المجال يتعين أن تتمثل في جعل المنازل أكثر توفيرا للطاقة.
يقول ديكسون: «كيف سنمد المنازل بوسائل التدفئة؟ أغلب الظن أن مضخات حرارية تعمل بالكهرباء ستقوم بتوفير نسبة تصل إلى ثلاثة أرباع ما يقدّم الآن من تلك الوسائل».
وأعلنت حكومة المملكة المتحدة تقديم حوافز لأصحاب المنازل الذين يستبدلون بغلايات الغاز مضخات حرارية.
ويؤكد ديكسون أن وقودا نظيفا مختلفا سيلعب دورًا رئيسيًا في هذا الصدد، مشددا على أهمية رفع إنتاج الهيدروجين وصولاً إلى بيئة خالية من الكربون على النحو المستهدف عام 2050.
وينوّه ديكسون إلى أن تحرير الصناعة تماما من الوقود الأحفوري ليس أمراً منظوراً على المدى القريب؛ وأن الأمر يحتاج إلى درجة كبيرة من الإبداع على صعيد استخلاص الكربون وتخزينه.
وعليه، فإن الوصول إلى مستويات فائقة من الإبداع والابتكار، جنبا إلى جنب مع استعداد المستهلكين لاستخدام منتجات جديدة كالمضخات الحرارية والسيارات الكهربائية - هي عوامل متطلبة في معركة التغير المناخي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
شهدت السنوات العشر الأخيرة تقدماً هائلاً على صعيد الذكاء الاصطناعي، مع ظهور حواسيب تُعلّم قيادة السيارات، وأخرى تقدم ترجمة فورية من لغة لأخرى، وثالثة تستطيع هزيمة أمهر البشر في لعبة «غو» الصينية المعقدة.
ويحوّل الذكاء الاصطناعي، وغيره من التقنيات، شكل الاقتصاد والمجتمع بوتيرة خطيرة السرعة على حد وصف الباحث عظيم أزهر، الذي يتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيداً من التقدم على هذا الصعيد.
ويقول أزهر إنَّ ما تعلّمناه حتى الآن أن الأتمتة لا تعني بالضرورة ضياع الوظائف، وليس أدل على ذلك مما وقع إبان الوباء.
ويضيف: «كلما زاد الذكاء الاصطناعي، زادت القدرة على استخدام موظفين، لا سيما في شركات الأعمال التي تقدم خدمات توصيل الطلبات أونلاين».
ويرى الباحث كذلك أنَّ الذكاء الاصطناعي يصل إلى حياتنا بطرق شتى ربما لا نلحظها - ومن ذلك على سبيل المثال، أن الذكاء الاصطناعي يساعد البنوك في اتخاذ القرارات الأنسب فيما يتعلق بالقروض.
لكن أعظم الأثر للذكاء الاصطناعي مستقبلاً يُرتقب على صعيد الرعاية الصحية. وهنا يشير عظيم أزهر إلى السرعة التي تم بها تطوير لقاحات (كوفيد – 19).