الزحامات تعود إلى العيادات الطبيَّة ومخاوف من {كورونا}

العراق 2021/11/04
...

 بغداد : نافع الناجي
 تصوير : نهاد العزاوي
الالتزام بالتباعد الاجتماعي والتقليل من التجمعات البشرية يعد مطلباً ضروريا وحاسماً للسيطرة على الفيروس التاجي {كورونا}، فكيف الحال داخل العيادات الطبية التي يفترض بها ان تكون واجهة صحية وبيئة مثالية للحفاظ على صحة الإنسان من خلال إتباع طرق الوقاية للحد من تفشي فيروس كورونا أو أي فيروس آخر يكون معديا وناقلا للمرض؟
فبالرغم من التحذيرات الصحية بضرورة إتباع الإرشادات بالتباعد، وتقليص عدد المرضى لدى مراجعاتهم في العيادات الخاصة، إلا ان العيادات المزدحمة أصبحت تغصّ بهم، بأعداد فاقت التصورات، ما زاد من مخاوف المواطنين وضاعف من قلقهم لاحتمالية انتقال المرض وتفشيه داخل هذه العيادات التي لاتلبّي أبسط المعايير والمتطلبات الصحية.
الشاب أمير حسين، كان مرافقاً لوالده قال لـ "الصباح" حول ازدحام العيادات: "شعرت بالخوف من احتمالية ان يكون احد المراجعين مصاباً بكورونا وباختلاطنا معه في هذا الجو الخانق ولعدم توفر منافذ تهوية مناسبة، سيكون أمر انتقال الفيروس يسيراً للغاية".
مخاوف أمير لها مايبرّرها بالفعل، فكثير من العيادات الخاصة لاتتوفر فيها الشروط الصحية ولاتلتزم بالإجراءات الوقائية، حيث تكتظ بالمراجعين ولا وجود تقريباً لنظام حجز بجداول زمنية معلومة.
المعاون الطبي علي عبد الحسين بيّن، ان "من المهم جدا تطبيق مبدأ السلامة والأمان أو التباعد الاجتماعي من اجل عدم تزايد الإصابات بين المراجعين للعيادات الطبية أو المختبرات وعيادات الفحص الشعاعي وغيرها، وهم غالباً من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة" وأضاف "هؤلاء فئة مرهقة بالأساس وليسوا بحاجة لمزيد من المتاعب الصحية"، مناشداً "نهيب بالأطباء وأصحاب العيادات ان يولوا هذا الجانب مزيداً من الاهتمام وان يجدولوا مراجعات المرضى وفق توقيتات زمنية لمنع الزحام والاختلاط".
وتطبيقاً لتوجيهات خلية الأزمة للأطباء والتي عممتها نقابة الأطباء العراقيين، بأن يكون هناك عدد لايزيد عن عشرة مراجعين للعيادة الطبية في أوقات ذروة تفشي الوباء، وان تكون هناك مواعيد مراجعة مسبقة للمرضى والمراجعين، فلقد التزم بعض الأطباء بهذه التوجيهات ونفّذوها حرفياً، لكن الغالبية لم يلتزموا بهذه التعليمات، والغرابة الا يلتزم الأطباء بقواعد السلامة وهم أعرف الناس بخطورة الفيروس في هذه الجائحة الصعبة التي اجتاحت العالم من أقصاه لأقصاه.