إدانات محلية وعربية ودولية لمحاولة اغتيال الكاظمي الفاشلة

العراق 2021/11/08
...

 بغداد: محمد الأنصاري 
 بيروت : جبار عودة الخطاط
 القاهرة : إسراء خليفة 
أدانت الجهات والأوساط المحلية والعربية والدولية عملية الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قبيل فجر أمس الأحد، وبينما توعد المجلس الوزاري للأمن الوطني بملاحقة منفذي الجريمة والقصاص منهم، طالبت القيادات السياسية في البلاد بوحدة الصف لتفويت الفرصة على أعداء العراق والمتربصين بأبنائه. ووصف رئيس الجمهورية برهم صالح، محاولة اغتيال الكاظمي بأنها أفعال مفلسة تحاول زعزعة أمن العراق.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان:إن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي استقبل، صباح أمس الأحد، رئيس الجمهورية برهم صالح"، وأكد صالح إدانته للاعتداء الإرهابي الجبان الذي تعرض له الكاظمي.
من جهته جدّد الكاظمي تأكيداته "على المضي قدماً في كل ما من شأنه إصلاح الأوضاع على مختلف الصعد، وحماية المسارات الدستورية 
والقانونية".
وكان رئيس الجمهورية غرّد في وقت سابق على "تويتر" بقوله: "لانقبل بجر العراق الى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري"،داعياً الى "وحدة الموقف بمجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه".
كما استقبل الكاظمي، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أن "زيدان عبّر عن إدانته للحادث الإرهابي الذي تعرض له رئيس الوزراء"، مؤكداً "على بذل أقصى الجهود للتحقيق بحادث الاعتداء الجبان وملاحقة الجناة"، بينما جدّد رئيس الوزراء "حرصه الكبير على حفظ أمن البلاد واستقرارها، وحماية المسار الديمقراطي الذي تنتهجه الحكومة وترسيخ ثوابته".
 
اتصالات الزعماء
وذكرت بيانات متفرقة للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن الكاظمي تلقى عددا من الاتصالات الهاتفية من زعماء الدول العربية والأجنبية، اذ تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسن وامير قطر الشيخ تميم بن حمد وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد الذين أكدوا إدانتهم للحادث الإرهابي.
كما تلقى الكاظمي اتصالاً من عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وحملت الاتصالات "كلمات الشجب والاستنكار والتضامن، والتأكيد على الوقوف إلى جانب العراق وشعبه وتعضيد أمنه واستقراره، فضلاً عن التأكيد على دعم جهود الحكومة العراقية في مجال الإصلاح، ومحاربة الإرهاب".
وأدان الرئيس الامريكي جو بايدن الحادث الاجرامي مؤكدا دعم واسناد الحكومة والشعب العراقيين، كما ادانت بعثة الأمم المتحدة محاولة الاغتيال الفاشلة، وأعربت البعثة في بيان عن ارتياحها "لعدم إصابة رئيس الوزراء بسبب هجوم طائرة بدون طيار على مقر إقامته في بغداد"، وأكدت "يجب ألَّا يسمح للإرهاب والعنف والأعمال غير الشرعية بتقويض استقرار العراق وتعرقل عمليته الديمقراطية".
ودعت الى "التهدئة والحث على ضبط النفس"، لافتةً إلى "إننا نشجع جميع الأطراف على تحمل المسؤولية عن التصعيد والمشاركة في الحوار لتخفيف التوترات السياسية، وتعزيز المصلحة الوطنية للعراق"، وأضافت، أنها "تقف الى جانب العراقيين كافة في تحقيق السلام والاستقرار".
 
الأمن الوطني
إلى ذلك، عدّ المجلس الوزاري للأمن الوطني، محاولة الاغتيال استهدافاً خطيراً للـدولة العراقية، وذكر المجلس في بيان أن "الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف منزل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بهدف اغتياله، يعد استهدافاً خطيراً للـدولة العراقية".
وأضاف أن "عملية الاستهداف، تمت على يد جماعات مسلحة مجرمة قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها قواتنا الأمنية والعسكرية ضعفاً، فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام ولقواتنا".
وأشار البيان إلى أن "القوات الأمنية آلت على نفسها أن تحمي أمن العراق وسيادته أمام كل من تسول له نفسه تحدي الدولة"، مبيناً أن "القوات ستقوم بواجبها الوطني في ملاحقة المعتدين ووضعهم أمام العدالة، كما فعلت خلال سنوات من الحرب على الإرهاب والانتصار عليه"، وأكد أن "الأجهزة الأمنية، ستعمل بكل ثبات، للكشف عن الجهات المتورطة في هذا الفعل الإرهابي، والقبض عليها، وتقديمها إلى المحاكمة العادلة".
وفي وقت سابق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، تعرض رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى محاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد، لافتة إلى أن الكاظمي لم يصاب بأي أذى وهو بصحة جيدة، وأضافت أن القوات الأمنية تقوم بالإجراءات اللازمة بصدد هذه المحاولة الفاشلة.
وقال الكاظمي في كلمة متلفزة عقب الحادث: "إلى أهلي وشعبي في كل مكان من العراق العظيم، إلى كل من قلق في هذه الليلة، فقد تعرض منزلي إلى عدوان جبان وأنا ومن يعمل معي بألف خير".
وأضاف: ان "قواتكم الأمنية والعسكرية البطلة تعمل على استقرار العراق وحمايته"، لافتاً الى أن "الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا"، وتابع: "نحن نعمل على بناء وطننا عبر احترام الدولة ومؤسساتها وعبر تأسيس مستقبل أفضل لجميع العراقيين"، داعيا الجميع إلى "الحوار الهادف والبناء من أجل العراق ومستقبله".
بدوره، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول أن الأوضاع الأمنية مستقرة في المنطقة الخضراء، وأكد في حديث صحفي"قيام القوات الأمنية بإجراءات حفظ النظام"، وأضاف أنه"تم فتح تحقيق لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المسيرة المفخخة"، مشيراً الى أن "الأجهزة الأمنية والاستخبارية باشرت جمع الأدلة".
من جانبه قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي: إن"القوات الأمنية قادرة على درء المخاطر"،مؤكداأنها "ستطارد كل من يحاول المساس بأمن الدولة".
 
قيادات محلية
في غضون ذلك، قال زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في تغريدة له على "تويتر": إن "العمل الإرهابي الذي استهدف الجهة العليا في البلاد، لهو استهداف واضح وصريح للعراق وشعبه، ويستهدف أمنه واستقراره وإرجاعه إلى حالة الفوضى".
بينما قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في تغريدة تعليقاً على الحادث: إن "استهداف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عمل مرفوض ومدان"، مبيناً انه "تصعيد في الوضع الأمني العام الذي يعاني من تحديات وخروقات متزايدة"، داعياً إلى "معالجة الأمور بحكمة وروية بعيدا عن العنف وندعو الى التحلي بالمسؤولية والهدوء".
كما أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، أن "استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية يمثل تطوراً ينذر بأحداث أخطر".
أما رئيس تحالف الفتح هادي العامري، فاتهم "طرفاً ثالثاً" بمحاولة خلق الفتنة، مطالباً بمحاسبة من يقف وراء الحادث، ودانت الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية، الاستهداف الذي طال منزل رئيس الوزراء، عادّة إياه "استهدافاً للدولة 
العراقية".
ووصف رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، استهداف الكاظمي بالعمل الإرهابي، بينما شدد على احترام سيادة العراق، وأكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أن محاولة الاغتيال تطور خطير يهدد أمن واستقرار البلد.
وقال رئيس تجمع السند الوطني أحمد الأسدي في بيان: إن "استهداف منزل الكاظمي يكشف بشكلٍ واضح عن وجود أجندات خارجية تعمل على زعزعة أمن واستقرار العراق من أجل خلط الأوراق ودفع البلاد الى الفوضى".
أما زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي، فقال: "أدين الإعتداء (المشبوه) الذي استهدف الكاظمي، وأدعو للحذر من خلط الأوراق"، بينما أكد رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، أن محاولة اغتيال الكاظمي تهديد حقيقي للأمن والاستقرار، واستنكر الحزب الإسلامي الحادثة عاداً هذا التصعيد الذي تشهده الساحة العراقية اليوم لا يصب في صالح أحد، ويسير بالبلد نحو المجهول، كما استنكر قائممقام قضاء سنجار المرشح الفائز في الانتخابات النيابية، محما خليل علي آغا، محاولة الاغتيال التي استهدفت الكاظمي، وأدانت نقابة الصحفيين العراقيين محاولة الاغتيال الفاشلة ووصفتها بأنها:"سابقة خطيرة تعرض أمن العراق واستقراره للخطر".
 
تضامن عربي
في غضون ذلك، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن استنكاره بأشد العبارات للمحاولة الدنيئة لاستهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مضيفاً أن "العدوان الذي تعرض له منزل رئيس وزراء العراق بطائرات مسيرة مفخخة انما يستهدف هيبة الدولة العراقية وأمنها واستقرارها".
وأدان البرلمان العربي، محاولة الاغتيال الفاشلة وعبَّر عن "رفضه لهذه الاعتداءات الإرهابية الآثمة"، مؤكداً "تضامنه الكامل مع العراق وشعبه واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه"، كما أدان مجلس التعاون الخليجي، الحادثة، مؤكداً أن "أمن العراق من أمن دول المجلس".
وفي لبنان، تضامنت الجهات الرسمية والفعاليات السياسية مع العراق، حيث أدان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي، واعتبر أن "هذه المحاولة تستهدف ليس فقط شخص الرئيس الكاظمي، بل كذلك الاستقرار والامن في العراق والجهود المبذولة في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية العراقية"، بدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية محاولة الاغتيال، مؤكدة "وقوفها الى جانب العراق في سبيل تعزيز وحدته وسيادته واستقلاله".
واستنكر الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان محاولة الاغتيال، عادّاً إياها "عملا جبانا يستهدف تنفيذ مشروع تخريب دول المنطقة، وفي مقدمتها زعزعة الامن والاستقرار في العراق وضرب الوحدة الوطنية التي تشكل صمام امان لحفظ العراق وشعبه".
بدوره، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، محاولة الاغتيال الفاشلة، ودعا في بيان "الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ على استقرار الدولة وتحقيق آمال الشعب العراقي"، كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية، بأشد العبارات محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي.
ودان الرئيس الفلسطينى محمود عباس، محاولة الاغتيال، وأعرب عن تضامن دولة فلسطين وشعبها مع العراق وشعبها الشقيق، مشدداً على رفضه لأية اعتداءات تستهدف أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، كما شدد الرئيس الفلسطيني، على إدانة بلاده ورفضها القاطع للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، أينما كان، وأيا كان مرتكبه. وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة للعمل الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وذكرت في بيان أن "المملكة، تؤكد وقوفها صفاً واحداً إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعباً، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثاً منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه".
وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: إن "المملكة، تستنكر هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في العراق الشقيق، مؤكدةً وقوفها مع جمهورية العراق حكومةً وشعباً في حربها ضد الإرهاب، ودعمها جميع الإجراءات المتخذة من أجل الحفاظ على سيادة العراق وأمنه واستقراره ونمائه".
كذلك أعربت الإمارات وقطر والكويت، عن إدانتها واستنكارها لمحاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
من جانبه، قال الازهر في بيان: "ندين بشدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، داعيا العراقيين الى "التكاتف والتوحد من أجل إعلاء مصلحة العراق والوقوف في وجه أعدائه"، وأصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيان إدانة مماثلا.
 
بيانات دولية
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت الخارجية الأميركية، محاولة اغتيال الكاظمي، وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في بيان: "نتابع ما تردد عن هجوم بطائرة بدون طيار استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، نشعر بالارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى"، وأضاف: أن "هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدة، كان موجهاً إلى قلب الدولة العراقية".
وتابع برايس: "نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله وقد عرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم"، لافتاً إلى ان "التزامنا تجاه شركائنا العراقيين لا يتزعزع، تقف الولايات المتحدة مع العراق حكومة وشعبا".
كما أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً قال فيه: إنه "يدين بشدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، مشدداً على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه المحاولة"، وأضاف، "أي عنف غير مقبول ويجب الا يسمح له بتقويض العملية الديمقراطية"، مبيناً أن "الهدوء وضبط النفس والحوار أمر أساس في فترة ما بعد 
الانتخابات".
وطالب الاتحاد، جميع الأطراف "بالمشاركة في الحوار السياسي والتعاون لمواجهة التحديات التي يواجهها العراق، لصالح الوطن والشعب العراقي". من جانبه، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة بمحاولة "استهداف الكاظمي"، مؤكدا "على موقف إيران الثابت والدائم في دعم الأمن والاستقرار والتهدئة في العراق".
وأدانت بريطانيا، محاولة اغتيال الكاظمي، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس: "ندين الهجوم الذي تعرض له رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بغداد الليلة الماضية"، مبينة "اننا نشعر بالارتياح بأن رئيس الوزراء بخير وبصحة جيدة، غير أن أفکارنا مع المصابين جراء هذا الحادث"، كما أكدت الحكومة الفرنسية"وقوفها مع الحكومة العراقية في مواجهة محاولات زعزعة استقرار البلاد"، وأعربت وزارة الخارجية التركية، عن إدانتها الهجوم الإرهابي الذي استهدف 
الكاظمي.
وقال حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان: إن "ما تعرض له رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال هي عملية مدانة ومستنكرة"، وأضاف "أننا مستمرون بدعم مؤسسات العراق الأمنية والعسكرية"، وأدانت استراليا بشدة الهجوم بالطائرات المسيرة الذي استهدف منزل الكاظمي.