معرض الكتاب الدولي في النجف الأشرف

ثقافة 2021/11/08
...

  النجف: صلاح حسن السيلاوي
ودع جمهور الكتاب والمعرفة والثقافة والفن معرض النجف الاشر ف الدولي للكتاب بدورته الاولى، وكان من الواضح على النجفيين سعادتهم بتلك التجربة التي يرى كثير منهم أنها كانت ناجحة، فقد شارك في المعرض الذي افتتح في 20/ 10/ 2021 واختتم في 30/ 10/ 2021 أكثر من مئتي دار نشر من أربع عشرة دولة عربية واجنبية، إذ ضمت أجنحة دور النشر المشاركة مئات الآلاف من العناوين التي تعنى بمجالات معرفية وإبداعية متعددة، رافقت عملها فعاليات وندوات فنية وثقافية.
رأى عدد من المثقفين أن هذا الجهد المعرفي الذي أقيم على ارض معرض النجف الاشرف كان تظاهرة جمالية لا بد من تكرارها والعمل على تطويرها. 
"الصباح" وقفت على وجهات نظر عدد من مثقفينا الذين زاروا المعرض وكونوا آراءً متباينة عنه. 
 
نجاح ومقترحات
القاص فلاح العيساوي يرى أن إقامة معرض الكتاب الدولي في النجف الأشرف هو خطوة رائعة في سبيل توثيق علاقة المتلقي مع روح المعرفة التي ترتقي بها المجتمعات المتطورة، متمنيا الاستمرار بالعمل على تطوير وان لا يكون المعرض الأول والأخير، على حد تعبيره.
وأشار العيساوي إلى ما حظي به المعرض من اهتمام كبير من قبل المجتمع النجفي، مبينا أن النجف الأشرف هي المدينة العراقية التي لها مع الكتاب رحلة طويلة تجاوزت أكثر من ألف سنة، هذه المدينة العلمية التي عرفت بمدينة العلم والعلماء والشعراء وطلاب العلم ما زالت مستمرة بالتأليف والقراءة والطباعة والنشر.
وقال أيضا: تفاعلت مع المعرض الدولي ومع الفعاليات الثقافية التي أقيمت فيه من خلال جلسات ثقافية متعددة. هناك بعض السلبيات لا بد من الحديث عنها كي نرتقي من خلال تجاوزها في القابل، منها: 
- مكان المعرض يقع قرب مطار النجف الأشرف الدولي.. وهذا المكان بعيد عن الأحياء السكنية في النجف ولا يوجد فيه خط مرور لسيارات النقل الأجرة العامة، وكل من يود زيارة المعرض ممن لا يملك واسطة نقل خاصة، فإنه يضطر لاستئجار سيارة تكسي خاصة وهذا يكلف الأسر النجفية التي تود الاستمرار بزيارة المعرض كثيرا من المبالغ النقدية التي تثقل كاهل الأسرة. 
لذا ما أتمناه حقا في القابل أما اختيار مكان يقع على مقربة من خطوط النقل العامة أو تخصيص سيارات نقل عامة من المرائب الموحدة وإلى معرض الكتاب. وتوفير مياه الشرب بشكل مجاني، وهذا ممكن وخاصة ان النجف الأشرف توفر مياه الشرب مجانا في المناسبات الدينية، وبإمكان إدارة المعرض مخاطبة العتبات الدينية لغرض توفير مياه الشرب من خلال معاملها الخاصة.
- توقيت المعرض.. إذ إن المعرض بدأ فعالياته في اليوم نفسه الذي بدأت فيه فعاليات معرض الكتاب الدولي في البصرة.
وهذا يعد خطأ فادحا يجب عدم تكراره، إذ إنه أحدث شرخا كبيرا لدى دور النشر، فمن غير المعقول ان تستطيع دور النشر المشاركة في معرضين دوليين للكتاب في وقت واحد.. ثم ان المهتمين بشأن الكتاب من المؤلفين والكتاب والأدباء قد انقسموا في اختيار زيارة المعرضين.
 
تنوعٌ خالٍ من الحساسيات  
الشاعر عبد الهادي المظفر يجد أن وجود معارض الكتب ويعني معرض الكتاب في النجف والبصرة وبعدها في نينوى تمثّل حراكا ثقافيا كبيرا وفعلا تحريضياً للمجتمع على سبر أغوار الكتاب الورقي الذي حاربته عصيّ التكنولوجيا، ولفت المظفر في حديثه عن معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب إلى أنه ومنذ انطلاقته في العشرين من أكتوبر وهو يعمل بروح الفريق الواحد، وأن شبابا من النجف أخذوا على عاتقهم إنجاح هذه الفعالية طوعاً وقد جابوا الليل بالنهار لإنجاحها بنسخة 
مثالية.
وأضاف قائلا: تنوعت فعاليات المعرض بين دراسات نقدية وفعاليات شعرية وندوات حوارية ثقافية واجتماعية وسياسية وحتى أمنية، الفعاليات التي صاحبت المعرض في ثلثه الأخير خصوصا كانت مميزة ونوعية وربما في رأيي بأن النسخة الثانية التي سوف تستوحى من النسخة الأولى يمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير.
وقال ايضا: دور النشر تنوعت كذلك – وهذه سابقة تحسب للنجف – فمن دور عربية مصرية قطرية واماراتية ولبنانية كانت دار نينوى لكتب التصوف والعرفان حاضرة، كما لدار تنوير التي تعرض نتاجات دار الجمل والمركز الإسلامي ودائرة البحوث والدراسات في الوقف السني ودار الأقباط في مصر، هذه الفسيفساء من المتناقضات تجعل من النجف قطبا جاذبا لا طاردا للثقافة والمعرفة والاطلاع، وأنها جديرة بأن ترعى هكذا فعاليات خالية من الحساسيات الطائفية والفكرية.
يحتاج المعرض في نسخته الثانية دعما ماليا حكوميا، ففقر المعرض واضح من حيث دعوات الشخصيات الكبيرة التي تحتاج لضيافة ومبيت، كما يحتاج في السنوات المقبلة للجان تخاطب المؤسسات الثقافية لتعينها في حمل بعض الجلسات بماليتها وعلاقاتها الثقافية، يحتاج أيضا الى بنى تحتية، قاعات للندوات معزولة الصوت، فعاليات فنية وتماثيل ونصب وقتية تمثل النسخة للدورة المزمع إقامتها كما في المعارض الدولية.
 
استقطاب للجمهور 
الشاعر سليم جواد الشبلي قال: وسط موسم ثقافي مزدحم انطلقت فعاليات معرض النجف الاشرف الدولي للكتاب وكانت رائعة جدا من حيث المضمون والتنظيم. والأجمل من ذلك كله امكانية القائمين عليه باستقطاب الجمهور وهذا بحد ذاته انجاز عجز عنه آخرون في مهرجاناتٍ كبرى مدعومة من الدولة. 
مع ذلك الجمال كله يفترض بمن يتصدى لهكذا فعاليات ثقافية ان ينسق مع نظرائه في المحافظات الاخرى لتلافي التزامن الذي حصل مع معرض دولي للكتاب في محافظة البصرة.