أهمية التنمية المستدامة

اقتصادية 2021/11/09
...

سعد حسين
 
تشكل التنمية المستدامة المولد الرئيسي للنمو في جميع المجالات، ومن ضمنها النمو الاقتصادي الذي بمثابة الضمانة للتقدم الاقتصادي الذي تسعى لتحقيقه جميع دول العالم.
فالاهتمام بقضايا التنمية المستدامة من العوامل المهمة في تحقيق النمو الاقتصادي لأفراد المجتمع بشكل عام وبما يؤدي الى احداث نقلات نوعية كبيرة في مجال التقدم الاقتصادي والرخاء الاجتماعي.
فالاهتمام بقضايا التنمية المستدامة يمثل احد الاولويات المهمة في اي مجتمع من المجتمعات في سعيه من اجل الوصول الى التقدم الاقتصادي. فالقضايا التي تتمثل في توفير الخدمات الصحية الجيدة للمواطنين والقضاء على الفقر وتوفير التعليم الجيد والمساواة بين افراد المجتمع والحصول على الطاقة النظيفة والمياه الصالحة للاستهلاك البشري وتوفير فرص العمل اللائقة للمواطنين وتوفير السكن الملائم وبأسعار تكون ملائمة لمعظم أفراد المجتمع والعمل على الحد من تلوث البيئة وانبعاثات الكربون والغازات الضارة بالبيئة كلها قضايا غاية في الاهمية تسهم مساهمة فاعلة وكبيرة في ايجاد تقدم اقتصادي في المجتمع.    
إن السعي الى تحقيق التنمية المستدامة الذي يفضي الى ايجاد الرخاء الاجتماعي لأفراد المجتمع والذي يمكن الوصول اليه عن طريق الاهتمام بهذه القضايا المهمة، وهو ما يتم بواسطة وضع ستراتيجية متكاملة لتحقيقها وتوفير الموارد اللازمة لها وأن تتم مراجعة هذه الستراتيجية باستمرار والعمل على تهيئة كل وسائل النجاح لها، وبما يضمن تحقيق أقصى الفوائد المرجوة منها للمجتمع في حال نجاحها.                                               
والى جانب هذه الستراتيجية يتوجب وضع ستراتيجية أخرى مساندة لها تتمثل بحملات توعوية لأفراد المجتمع بأهمية مساندة ستراتيجية التنمية المستدامة، ويمكن توظيف وسائل الإعلام في هذه الحملات التوعوية الى جانب مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ووسائل الاتصال المواجهي، للتوعية بأهمية هذه القضايا وإشراك جميع افراد المجتمع في انجاح ستراتيجية التنمية المستدامة في المجتمع.                                                     
وعند وضع الستراتيجية يجب العمل على تحديد الأولويات والاهداف بصورة دقيقة وتحديد الأساليب والموارد اللازمة لتنفيذها، فالعمل بداية على توفير فرص العمل اللائقة للمواطنين عن طريق إقامة المشروعات المتعددة في المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والتقنية وغيرها كفيل بالقضاء على مشكلة البطالة في المجتمع وتوفير دخل مناسب للطبقات العاملة لا سيما فئة 
الشباب. كما أنه ينبغي العمل على تحسين النظام التعليمي عن طريق تطوير الملاكات التدريسية وتطوير المناهج التعليمية لتتواكب مع التطورات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، فضلا عن الاهتمام بالبنايات المدرسية وتشييد العديد منها من اجل سد النقص الحاصل فيها في بعض محافظات ومناطق العراق. 
كما أن توفير السكن الملائم للمواطنين هو احد الأولويات في ستراتيجية التنمية المستدامة، فيمكن العمل على إنشاء المجمعات السكنية التي يمكن ان تقضي على أزمة السكن فضلا عن توفيرها لفرص العمل ومساهمتها في القضاء على مشكلة البطالة.                        
إن نجاح ستراتيجية التنمية المستدامة في بلدنا حال اعتمادها والمضي بتنفيذها ستؤدي الى احداث نقلات نوعية كبيرة تقود الى تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي والوصول الى تقدم 
مستدام.