كشفت وزارة الخارجية، أمس الجمعة، عن توجيه حكومي بشأن الإعادة الطوعية للعراقيين العالقين في الحدود البيلاروسية، بينما طالب خبير في حقوق الإنسان الحكومة إلى اتخاذ قرارات آنية عاجلة لترتيب أوضاعهم وانقاذهم من رحلة تحولت من أمل بالعيش في أوروبا إلى كابوس مميت.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف لوكالة الأنباء العراقية "واع": إن "جهود الوزارة، دبلوماسياً وسياسياً مستمرة في دعم العودة الطوعيّة للمهاجرين العراقيين".
وأضاف أن "وزير الخارجية فؤاد حسين، شدد على أهمية تحقيق أعلى درجات الاستجابة لبعثات العراق في الخارج بشأن موضوعة المهاجرين العراقيين"، مؤكداً "منح جوازات العبور وتنسيق العودة الطوعية عبر الناقل الوطني"، وأوضح أن "شبكات الاتجار وتهريب البشر توقع بالمهاجرين في شراكها"، داعياً "المسافرين ألا يكونوا ضحية لها".
وتابع الصحاف، "نتابع باهتمام بالغ الموقف على طول الشريط الحدودي الممتد بين بيلاروسيا وليتوانيا ولاتيفيا وبولندا، ونوجه سفاراتنا بتقديم أقصى ما يمكن لتعزيز أمن الأفراد المسافرين".
من جانبه، قال الخبير في مجال حقوق الانسان الدكتور علي البياتي لـ"الصباح": "لقد بدأت قضية اللاجئين على الحدود الأوروبية تأخذ طابعاً دولياً على المستوى السياسي والانساني".
وبين أن "أسباب اللجوء تتعلق بالجانب الأمني والصراعات السياسية والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، ولكن الزيادة باتت ملحوظة في عدد المهاجرين من العراق"، وأضاف، "كما بدأت المشكلات تطرأ بين دول الاتحاد الاوروبي والدول المجاورة للاتحاد لأسباب سياسية تتعلق بالملفات الاقتصادية وما يتعلق بالجائحة التي جعلت من هذه الدول لا تعطي أهمية وأولوية لقضايا حقوق الانسان، وتحاول أن تقلل من تسلم المهاجرين مهما كان البلد المصدر".
وتابع، انه "نتيجة لظروف العراق الأخيرة وما يمر به من أزمات أمنية وسياسية واقتصادية والتي كانت تأثيراتها واضحة في المواطن العراقي، زادت معدلات الهجرة، فضلا عن وجود شبكات الاتجار بالبشر التي تبدو أنها تعمل بشكل مطلق سواء كان ذلك على مستوى العراق أو المستوى الاقليمي، وبالتالي تستهدف المواطن الذي لديه مشكلات داخلية والذي يحاول البحث عن مأوى آمن، كل هذه الاسباب أدت الى تزايد أعداد الهجرة ووقوع ضحايا لأزمات سياسية، ووصلنا الى مراحل أن يعلق آلاف اللاجئين ما بين هذه الدول لاسيما بيلاروس ودول الاتحاد الاوروبي (بولندا ولتوانيا ولاتيفيا) بغياب منظمات حقوق الانسان والاعلام".
وأشار إلى أن "على الحكومة العراقية اتخاذ قرارات آنية وتشكيل وفد عالي المستوى يقوم بزيارة العراقيين العالقين على حدود أوروبا، وإعادة ترتيب الرحلات الجوية التي تحملهم لأرض الوطن كونهم من مناطق مختلفة"، وأضاف، "أعتقد أن الكثير منهم يتمنى العودة للعراق، خاصة وأن رحلاتهم تحولت من رحلة البحث عن الأمن والأمان الى
رحلة الموت".
وانتقد البياتي الدور الدولي المخيب في هذا الملف، وقال: "من الملفت للنظر أن هذا الموضوع لم يأخذ البعد المطلوب على مستوى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الذي يجب أن يتدخل ويراعي الظروف الانسانية لهؤلاء سواء كانوا عراقيين أو من جنسيات أخرى، بأن يوفروا لهم البدائل وإن كانت وقتية لكنها انسانية للحفاظ على حياتهم وكرامتهم".