بقايا منتخب

الرياضة 2021/11/18
...

علي حنون
 
خجلنا وعند ركن بعيد وقفنا.. كرتنا الوطنيَّة أدخلتنا في نفق مظلم، وليس من (قتل) أحلامنا من تواجد لاعبا فقط، وان كان الأشهاد اشروا عليهم وحملوهم المسؤولية بعدما غيّرت الحرباء جلدتها وتلونت بلون من أشهر سيفه واخذ يُقطع به أوصال الأسباب والإبقاء على سوء اداء اللاعبين عذرا دون سواه، فالمنصف بين النقاد يعي ان المنظومة برمتها هي من تتحمل وليست بنسختها الإدارية الحالية فقط، وإنما تطال المسؤولية النسخ السابقة أيضا.. نعم هم من أوصلوا كرتنا الوطنية الى هذه المرحلة، التي بتنا لا نريد فيها ان يبقى بصيص أمل لمنتخبنا في مواصلة المشوار ليس انتقاما وإنما خشية فضائح أدائية اكبر.
وما حدث أمام (الشمشون) في موقعة الدوحة أمر لا يُمكن ان يجعلنا نرى الضوء في آخر النفق الذي دخلته كرتنا نتيجة الاختيار السيئ للجهاز الفني وفي وقت غير ملائم ولم يكن مناسبا، ومع أننا كنا قد جئنا، غير مرة على أهمية الركون الى تغييرات في صفوف منتخبنا الكروي، بعدما أتتنا مبارياتنا الفائتة، ببراهين تؤكد الحاجة الملحة الى ذلك، لكننا لم نتوقع ان يحصل التغيير في خضم المنافسات!.. كنا نريد السير في ذات السبيل، الذي سار عليه في سنوات خلت البرازيلي زيكو، عندما اعتمد على وجوه شبابية لأننا أصبحنا على يقين بان تشكيلتنا الحالية بلغت أرذل العمر في عطاء السواد الأعظم من لاعبيها، وعضدنا الآراء، التي تُنادي بضم أسماء جديدة الى قائمة المنتخب الوطني ولاسيما المُحترفين منهم، لكن ان يأتي التغيير في الجهاز الفني واللاعبين في وقت (قاتل) فهذا أمر جلل وجعلنا ندفع رسوما باهظة.
لقد دخلنا مباراة كوريا حاملين معنا الأمنيات في يد وفي الأخرى نحمل التوقعات، التي تعتمد على استقرائنا للواقع، جعلنا– مُحبين– كفة الأمنيات تعلو رغم أننا في خفايا تفكيرنا نعي أنها غير واقعية لكننا جهرنا بها من اجل المُساهمة في شحذ الهمم، ولكن ما كنا نعتقد به كمنطق وقع، فقد بات منتخبنا لا يقوى على مقارعة الآخرين وظهر فاقدا للهوية وغير قادر على تضميد جراحه ويقينا فان الاتحاد له القدح المُعلى في ايصال كرتنا الوطنية الى هذه الحال، وليس عليه ان يُحمّل سواه الأسباب.. سياسة العمل الخاطئة والانفراد بالقرارات أتت أكلها إخفاقا تلو الآخر.. لا نقول ذلك تأسيسا على نتيجة مباراة كوريا وإنما من خلال تقييمنا لرحلة منتخبنا في المحطات الماضية.
قد نجامل هنا او نحابي هناك لكي لا يُقال عنا ما ليس فينا، ولكن عندما تصل الامور الى رؤية منتخب سبق وتأهل لمونديال المكسيك وحقق بطولة آسيا ويُمثل بلدا في حقيقته منجما للمواهب، يبحث عن بطاقة الملحق، فهذه طامة كبرى، ويقينا فان الحال لن ينصلح بوجود سياسة الاستعلاء في العمل واعتماد المُقربين والمُحبين، وإنما بانتهاج فلسفة مُغايرة مُنفتحة على طروحات المعنيين والمُختصين للخوض في الأسباب وتحديد الحلول الكفيلة، التي يُمكن ان تنهض بكرتنا الوطنية في المُستقبل القريب.