عودة الصحافة الورقيَّة الى الساحة

آراء 2021/12/06
...

  نبيل إبراهيم الزركوشي
 

تعد  الصحافة الورقية أكبر المتأثرين بالغزو التكنولوجي الحديث، على الرغم من أنها لا تزال تقوم بدورها ولها عشاقها رغم هامش الابداع الضئيل ليس في المحتوى، بل في الإسلوب الابتكاري للتعاطي مع هذا التطور الكبير والمستمر، الذي يشهده العالم ظناً من الجميع أنها وصلت الى مرحلة الهرم، وينتظرون التقاطها للأنفاس الأخيرة، وإن هذا الاعتقاد بحد ذاته يعد امراً غير منطقي.

 
لأنه ينافي الابداع البشري ويجعل من الجميع أخذ وضع المتفرج لا المبادر، بل يمكن أن نجد العديد من  الطرق والأساليب التي من شأنها رد الهيبة لهذ النوع من الواسطة، التي كانت ولا تزال ترعى الإبداع والمبدعين، ولها عشاقها ومحبوها ويجدر الإشارة هنا الى أن انحسار الصحافة الورقية ليس بالأمر المحلي او العربي، بل هو انحسار عالمي تشهده كبريات الصحف العالمية، ولكنها استطاعت في العديد من الدول النهوض من جديد وتمويل نفسها ذاتياً، من خلال الاقبال عليها، كونها تقوم بنشر المخاطبات الرسمية للحكومة بين دوائرها المختلفة، وإذ ما قامت صحفنا بهذا الدور فأنها من المؤكد ستنجح في استقطاب الجمهور، لأنها ستكون مصدراً معتمداً لنشر هذه الكتب وفي كثير من الأحيان يتأخر وصولها الى الدوائر ذات العلاقة او الأفراد المستفيدين منها، ناهيك عن أن مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت مصدراً لهذه الكتب في الوقت الحاضر ولجميع الوزارات والدوائر الرسمية صفحات تؤدي هذه المهمة، لذا جعل الصحف الرسمية مصدراً له يعدّ أمراً يعطي هذه التبليغات المزيد من الرصانة والهيبة، هذا من جانب ومن جانب آخر لا يحدث كما هو الآن التلاعب والتزوير، لبعض الكتب الرسمية من قبل اشخاص لكسب المتابعة لصفحاتهم وايضاً يمكن للصحف الرصينة هذه أن تأخذ الحقوق الحصرية لنشر هذه الكتب، واعتبار هذه الكتب نافذة في حالة نشرها في تلك الصحف، وكما معمول في القرارات والقوانين الوطنية، التي تعطي جواز العمل بها في حالة نشرها في جريدة الوقائع العراقية. وأيضا التفكير في وقت نزول وتوزيع الصحف، فبدلاً من أن يكون في الصباح  تكون صحف مسائية تصدر بعد الظهيرة كما هو في بعض الدول، وبذلك تكون قد صدرت الكتب الرسمية اثناء الدوام وقد مضى عليها ساعات قليلة، ويكون هناك سبق صحفي في نشرها.