بغداد: عمر عبد اللطيف
تستعد الأمانة العامة لمجلس الوزراء لإعلان قضاء الطيب في محافظة ميسان "محمية طبيعية" خلال المرحلة المقبلة، في حين طلبت المعاهدات الدولية تحويل 17 %من مساحة البلاد الى محميات طبيعية.
وقالت مدير قسم الأهوار والادارة المستدامة للنظم الطبيعية في وزارة البيئة الدكتورة نجلة الوائلي في حديث لـ"الصباح": إنه "بعد انضمام العراق لاتفاقية (التنوع البايولوجي) أصبح ملزماً بإعلان محميات طبيعية، على اعتبار أن 17 % من مساحة العراق يجب أن تعلن محمية طبيعية".
وأضافت أن "العراق وقع وبدأ العمل في هذا المجال قبل أربع سنوات بعد توفير الدعم المالي والعلمي والخبرة من قبل المنظمات الدولية المختصة والسبّاقة للعمل في هذا المجال، لإدارة المحميات والسيطرة على الوضع فيها"، مشيرةً الى أنه "تم إعداد الخطوات الأولية لإنشاء المحمايات في العراق، واختيار موقعين تجريبيين هما (الطيب) في محافظة ميسان و(هور الدلمج) في واسط والديوانية، حيث استكملت خطط إدارة المشروع".
وبينت أن "هناك مشكلة في (هور الدلمج) بسبب عدم توفير حصة مائية له"، مؤكدةً أنه "في قضاء (الطيب) يمر نهران موسميان من إيران هما (الطيب ودويريج)، وفي القضاء قسم من التنوع البايولوجي المتمثل بوجود طائر (الحبارى) المهدد بالانقراض".
وتابعت الوائلي أن "إدراج هذا الموقع ضمن المحميات سيترتب عليه الحفاظ على الطبيعة، وهناك خطة لكيفية إدارة وتطوير هذا الموقع سياحياً بين سنوات 2022 و 2030، والمردود الاقتصادي جراءه سيعود بالفائدة على العراق بشكل عام ومحافظة ميسان بشكل خاص، إضافة الى التغيير المناخي الذي سيؤثر في هذه المنطقة وباقي مناطق الجنوب، فضلاً عن أنه سيكون محط أنظار العالم في المستقبل، فضلاً عن بناء محمية ضمن الموقع تتبع وزارة البيئة".
وأوضحت، أن "إعلان 17 % من مساحة العراق محمية طبيعية هي المورد المقبل للعراق يضاف للموارد الاقتصادية الأخرى التي يحصل عليها".
من جانبه، سجّل الخبير البيئي أحمد صالح نعمة، عضو لجنة اختيار المحميات الطبيعية، اعتراضه على اختيار المكان في قضاء الطيب، مطالباً باستبداله بمكان آخر موجود في القضاء ذاته.
وقال نعمة لـ"الصباح": إن "محمية الطيب التي اختيرت من قبل وزارة البيئة والتي تقدر مساحتها بـ2500 كم مربع قريبة على المنشآت النفطية والتلال الأثرية ومعامل الحصى والسبيس وبعض المناطق التي تحوي الألغام في أراضيها".
واقترح الخبير مكاناً آخر في ذات القضاء "ليكون محمية طبيعية وفيه تنوع أحيائي كـ(غزال الريم) المهدد بالانقراض والذي يحوي أعدادا جيدة منه، وحيوانات (الضب وغرير العسل والنيص - الدعلج)، وإمكانية الحفاظ على ما موجود فيه ومنع الصيد والسماح لها بالتكاثر"، مشيراً الى أن "المكان الذي اختير في السابق لحماية طير (الحبارى) غير صحيح"، واصفاً موافقة العراق على إقامة محميات طبيعية على أراضيه بـ"الشيء الجيد والمفيد من الناحية البيئية".