بغداد: أحمد الموسوي
استرد العراق اللوح الطيني الذي خطت عليه حروف "حلم جلجامش" المسمارية، الأثر الذي يعد واحداً من أصل أثنى عشر لوحاً مكتشفاً يتناول نصه ملحمة ملك اوروك الأسطورية، وكان قد نهب من العراق أبان حرب الخليج عام 1990.
وبحسب كل من وزارة الخارجية والثقافة فان اللوح "اكتشف خلال عمليات نبش غير مصرح بها، ولا يحمل رقماً متحفيا" بعكس معلومات التحقيقات الاميركية التي تفيد بانه قد "تم نهب اللوح من أحد المتاحف العراقية".
ثلاثون عاما تنقلت خلالها هذه التحفة الإنسانية بين ثلاث قارات٬ فبحسب تقارير اطلعت عليها "الصباح" كان أول ظهور لهذا اللوح بعد نهبه٬ في العاصمة البريطانية عام 2001، في تلك الفترة كانت هذه التحفة (التي تعتبر أقدم نص أدبي عرفته الإنسانية) بحوزة أسرة اردنية تسكن في العاصمة لندن٬ حيث باعتها الى تاجر تحف فنية عام 2003.
عمل الشخص على تهريب اللوح مع قطع اثرية أخرى نهبت من العراق الى الولايات المتحدة، ليتمكن من بيعها في العام 2007 الى تجار تحف بمبلغ خمسين ألف دولار، وبحسب اوراق دعوى قضائية مقامة في الولايات المتحدة بهذا الخصوص فان "القطع قد بيعت بأوراق مزورة تفيد بانه قد تم شراؤها للمرة الاولى من مزاد اقيم عام 1981، أي قبل قرار الحظر الأميركي على استيراد الآثار من العراق".
في عام 2014 نظم دار "كرِيستيز" (وهو عبارة عن مشروع تجاري متخصص في بيع وشراء التحف الفنية) مزاداً بِيع فيه اللوح آخر مرة الى إحدى الأسر الثرية في الولايات المتحدة، بنية أن يتم عرضه في متحف "الكتاب المقدس" الذي تديره الأسرة نفسها في العاصمة واشنطن، استقر اللوح السومري في هذا المتحف حتى عام 2019 حيث أصدرت السلطات الفدرالية الأميركية قراراً بوضع اليد عليه تمهيدا لتسليمه الى السلطات العراقية.
"دبلوماسية الاسترداد" كما يطيب لوزارة الخارجية أن تسميها، أسهمت بعودة 500 ,17قطعة اثرية خلال أربعة أشهر فقط، هذه القطع الاثرية كان يتم تناقلها في السوق السوداء الدولية.
يذكر ان العراق قد انضم سابقاً الى اتفاقية اليونسكو التي اقرت عام 1970. واعتبرت هذه الاتفاقية مصدراً اساسياً لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. كما وقعت 140 دولة عليها.