مصطفى الكاظمي: يجب تشخيص أسباب اتجاه الشباب للتطرّف

العراق 2021/12/16
...

 بغداد : محمد الأنصاري
 
شدَّد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الأربعاء، على العمل لمواجهة آفة الفساد، بينما اقترح تنظيم ورشات عمل لمواجهة العنف وأسبابه، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة تشخيص أسباب تبني بعض الشباب العراقي الأفكار المتطرّفة والعنيفة، مؤكداً ضرورة معالجة هذا الفكر. وقال الكاظمي في كلمته خلال مؤتمر "التطرّف العنيف وأشكال مواجهته- الحالة العراقية" الذي عُقد أمس الأربعاء: إنه "لا خيار أمامنا إلا التمسك بالهوية العراقية والانتماء لهذا الوطن العراق الكبير بإنجازاته وحضارته ومواطنيه"، داعياً إلى "البحث في أسباب تورط بعض الشباب بالعنف، والكشف عن الأسباب ومنها التخلف والجهل وإهمال الصحة والتعليم، وعدم الاهتمام بكرامة الإنسان".
وأوضح، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، أنَّ "التطرّف والعنف، ظاهرتان عالميتان بسبب انعكاسات التكنولوجيا والتغييرات في العالم"، مشيراً إلى أنَّ "العراق يشهد ظاهرة خاصة، فالعنف في مجتمعنا له أسباب، ومنها تقصير الدولة والحكومات".
وأضاف، "لدينا الكثير من الجروح والتداعيات في مجتمعنا، وعلينا التعاون جميعاً لمعالجتها والأهم، هو البحث عن أسباب التطرف الشديد، والبحث في ظروف نشأته في العراق".
وتابع، "قبل أيام احتفلنا بيوم النصر، وشهدنا تغييراً منذ التحرير ولغاية اليوم، ولدينا حركة عمرانية لكنها ما زالت حركة بسيطة ويجب أن نبدأ حتى ننطلق"، لافتاً إلى "وجود تقصير في تشييد البنى التحتية والخدمات، وما زلنا نعاني تداعيات الفساد".
وذكر أنَّ "الحوار هو الحلُّ، وعلينا أن نستنبط الدروس مما حصل، ومن أسبابه أنَّ العراقيين يتطلعون لبناء دولة المؤسسات وترسيخ أسس الديمقراطية، ولابد لنا من الانتصار على ثقافة العنف، وأن تنتصر ثقافة الحوار، وأن نتطلع لمستقبل أفضل". 
وشدد الكاظمي على أنَّ "العراق متميز بتنوّعه، وعلينا أن نحوّل هذا التنوّع إلى مصدر للقوة، بدلاً من الضعف، إذ إنَّ بعض الدول تُنفق أموالاً طائلة، من أجل خلق التنوّع في مجتمعاتها، وعلينا أن نقبل بالتعددية والاختلاف في وجهات النظر".
وأشار إلى ضرورة "العمل معاً لمواجهة آفة الفساد"، مؤكداً أنَّ "الحكومة قد بذلت جهوداً كبيرة لمواجهته، وما زالت تواجه تحديات كبيرة، بسبب إجراءاتها في هذه المواجهة، وما زالت التهديدات مستمرّة وعلنية للجنة مكافحة الفساد".
واقترح الكاظمي "تنظيم ورشات عمل مستمرّة لمواجهة العنف، إذ إنَّ لدينا مسؤوليات تجاه شعبنا وعلينا العمل لبناء حسّ وطني جديد".
من جانب آخر، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى الحفاظ على آلاف المخطوطات التي يملكها 
العراق.
ونقل المكتب الإعلامي عن رئيس الوزراء خلال حفل وضعه الحجر الأساس لدار المخطوطات العراقية قوله: إنه "يتوجب العمل من أجل الحفاظ على كنوز المخطوطات العراقية؛ كي ننقل الموروث العراقي من جيل إلى آخر، ولتفخر الأجيال بما صنعه الأجداد".
وأضاف أنَّ "الدار تضم أكثر من سبعة وأربعين ألف مخطوطة من نفائس كنوز المعرفة والتأريخ والتراث، ولم تشهد التحديث والتأهيل منذ أكثر من ثمانين عاماً؛ وهذا مما لا يليق بالعراق ولا بإرثه الحضاري"، مشيراً إلى أنَّ "الدار تضم أثمن المخطوطات وأكثرها ندرة، وعلى رأسها المصاحف المخطوطة وأقدم النسخ من نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي ما توجب مراعاتها والحفاظ عليها وأرشفتها رقمياً كي لا يضيع المزيد من تراثنا الكبير".
وشدد الكاظمي "على أهمية الاستمرار بهذا الزخم والإنتاج"، مقدما شكره للعاملين في الدار"، مؤكداً "دعم عملهم  ودعم مشروع تطوير الدار وتحديثها".
بدوره، قال وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم: إنَّ "تأسيس دار المخطوطات العراقية ووضع الحجر الأساس هو إشارة لقدرتنا على استئناف الرحلة الحضارية التي بدأ بها أسلافنا".
وأضاف ناظم خلال حفل وضع الحجر الأساس للدار أنَّ "العراق يمتلك 47 ألف مخطوطة هي قبلة الباحثين في العالم، ومن جميع أرجاء الجامعات 
العالمية".
وتابع أنَّ "المخطوطات لم تحظَ في يوم من الأيام بأي دعم خاص بها، وهنا يأتي الحدث المهم وبحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لوضع الحجر الأساس لدار المخطوطات لأهميتها الكبيرة".