افتتاحُ الدورةِ 24 لمهرجان الفنون الاسلاميًّة في الشارقة

ثقافة 2021/12/18
...

  الشارقة: أمجد ياسين
افتتح الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة مهرجان الفنون الاسلامية في دورته الـ 24 في متحف الشارقة للفنون يوم 15 من كانون الاول 2021 بحضور عدد كبير من الفنانين ووسائل الاعلام العربية. يدخل المهرجان الذي يستمر لمدة 40 يوما عامه 24 وهو في حلة فنية لافتة أكثر تمرسا في تطويع الفن لخدمة الجمال، ويذهب بروح متجددة الى ترجمة الواقعي والمتخيل معا، بأعمال فنية تتنوع بين التقليدي والعصري واحيانا في الدمج بينهما لتقديم رؤية حداثية جديدة.
اتخذت دورة هذا العام من (تدرجات) ثيمة للأعمال المشاركة التي عكست سياقات تاريخية وتراثية واخرى تستلهم تفاصيلها من سياقات وجدانية ومكانية تسعى جاهدة الى ترجمة موضوع المهرجان وفق رؤى متعددة.
 
احصائيات
يقف المهرجان على عتبة ربع قرن من متابعة المشهد الابداعي العالمي في مختلف الفنون وبمشاركة من مختلف الجنسيات « 56 جنسية». إذ تتميز دورة العام الحالي بمشاركة عراقية وعربية متميزة. اذ يشارك 63  فنانا من 27 دولة عربية تتصدرها الامارات بـ 16 فنانا وفنانة،  بينما توزعت بقية المشاركات على دول عربية مثل العراق ومصر والسعودية وقطر واليمن والبحرين وعمان والكويت وسوريا ودول اجنبية مثل اسبانيا وفرنسا والهند وبريطانيا  واميركا وتركيا والدنمارك وكندا وهونغ كونع والمانيا، إضافة الى صربيا التي تشارك للمرة الاولى في المهرجان.
تمثلت مشاركات هذا العام في 248 عملا فنيا من حروفيات وجداريات ولوحات في الخط الأصيل والزخرفة، يتضمن المهرجان على 151 فعالية من معارض وورش فنية ومحاضرات، تستضيفها دائرة الثقافة بالتعاون من 26 جهة في الشارقة. كما تشمل الفعاليات على 49 معرضا يحتضنها كل من متحف الشارقة للفنون وبيت الحكمة ومتحف الشارقة للخط ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وجمعية الخط العربي والزخرفة الاسلامية وجهات اخرى.
 
مشاركات عراقيَّة
تنفتح الأعمال المشاركة على فضاءات واسعة من التنوع ما مكّنها من استعادة جوانب منسية في هذا الفن الاصيل، الذي يعود الى مئات السنين كالمعمار والمزخرف والمجوهر والمشغولات اليدوية المتمثلة بالخزفيات والمنسوجات وغيرها من التجهيزات.
باكورة المشاركات العراقية كانت عبر الفنان والمصمم ليث مهدي بالمشاركة مع المصمم مودو ميثود تحت عنوان «الصراط». حيث قدم العمل كل من ستوديو مودو ميثو للتصميم وليث مهدي. يطرح العمل، وهو عبارة عن طاولة وأشكال هندسية مصنوعة من السمنت والالياف الزجاجية، فضلا عن الضوء المتمثل بخط الصراط، عملية التدرج التي يمر بها الانسان في حياته بصورة عامة، اذ اتخذ العمل من مفهوم الصراط او الطريق مسارا له في مسعى الى اكتشاف الخطأ والصواب. تتألف التصاميم المعروضة من أرقام ذات مرجعية دينية وتراثية، باعتماد رقمي 5 و7 وتتجسد عملية التدرج في عملية الاختلاط بين كيان وآخر، عبر رحلة تمثل مساره في الحياة عبر اعتماد شكل هندسي متعدد الاستخدامات، بعد أن وظفه الفنان لإعطاء رمزية مختلفة في كل مرة، فهو قوس اسلامي تارة وتارة اخرى شكل مسجد وقباب او مكتبه او طاولة. وبالتالي فإن تعدد الوظائف والأوجه للشكل يمنحه بعدا وظيفيا ومعيشيا يتناسب مع السلوك البشري في توظيفه مع الأشياء المحيطة به مما يخلق فضاء تفاعليا بين الموجودات. والفنان ليث مهدي مهندس معماري وباحث في الروبوتات، نال شهادة الماجستير من جامعة ميشيغان في أميركا، وتم اختياره ليكون زميلا باحثا في جامعة المختبر الروبوتي في أميركا. كما حازت مشاريعه على العديد من الجوائز في أميركا، ويشغل الآن منصب باحث اول في مجالات الروبوتات والتصميم في مؤسسة دبي للمستقبل. ويذهب الى ان التصميم المشارك «الطاولة» مصنوع من مادة الخشب، نفذ على الورق والحاسوب اولا، ثمَّ عن طريق روبوت ولذلك لصعوبة تنفيذه يدويا ثم اضافة لمساته عليه لاحقا.