اربيل: خالد ابراهيم و كولر غالب الداوودي
وسندس عبد الوهاب
الموصل: شروق ماهر
تسبَّبت موجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على كردستان ونينوى وكركوك بحصول فيضانات وسيول تسبَّبت بحالات وفيات وفقدان أشخاص، فضلاً عن خسائر مادية جسيمة بالمنازل والسيارات، أغلبها في أربيل وضواحيها.
الطفل الرضيع دانر عبد الله البالغ من العمر عشرة أشهر، يُعد الأصغر عمراً بين ضحايا السيول، والذي سقط من بين يدي والده عندما كان يحاول إنقاذه مع اثنين من اخوته، وجرفته السيول، ولا تزال جثته مجهولة، بحسب مصادر مطلعة.
وحذرت الأنواء الجوية للإقليم، امس الجمعة من موجة أمطار جديدة ستبدأ يوم الاثنين المقبل، بينما أكدت وزارة الموارد المائية الاتحادية أنَّ السيول سترفد نهري الزاب الأعلى ودجلة بكميات كبيرة من المياه وتعدّ موجة الأمطار والفيضانات والسيول الثانية التي تتعرَّض لها المحافظة خلال فصل الشتاء الحالي.
وعقد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، أمس الجمعة، اجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات السيول، ووفقاً لبيان أصدره مكتبه وتلقته "الصباح"، فقد "وجَّه الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة متضرري السيول، وتأمين احتياجاتهم".
وزارة التعليم العالي في الإقليم من جانبها، قرَّرت تعطيل الدوام الرسمي بجامعة صلاح الدين في أربيل أسبوعاً واحداً، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمبنى القسم الداخلي نتيجة تدفق المياه إليه، لكن دون خسائر بشرية، بحسب بيان الوزارة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة كهرباء الإقليم في بيان، "حصول توقف تام بإمداد الطاقة لمحافظة دهوك، وأجزاء من محافظة أربيل نتيجة الأضرار التي لحقت بخطوط نقل الضغط العالي، ووحدات الانتاج بسبب الأمطار الغزيرة والسيول، قبل أن تعالجها الفرق المختصة وتُعيد إمدادات الطاقة إلى وضعها الطبيعي". وبشأن الأضرار التي لحقت بالمدينة، أوضح مدير إعلام الدفاع المدني في أربيل سركوت كارش لـ"الصباح" أنَّ "الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة مساء أمس الأول الخميس وصباح أمس الجمعة، تسبّبت بوفاة تسعة أشخاص، ثمانية منهم غرقاً والتاسع صعقاً بالكهرباء، إضافة إلى مفقودَين اثنين، وكذلك إصابة أربعة من ملاكات الدفاع المدني، فضلاً عن حدوث خسائر مادية جسيمة طالت منازل المواطنين وسياراتهم، ستُحدَّد بدقة بعد انتهاء الأزمة".
من جانبه ذكر رئيس هيئة الأنواء الجوية في أربيل فاضل إبراهيم لـ"الصباح" أنَّ "أربيل تعرّضت منذ يوم أمس الأول الخميس، إلى موجة أمطار غزيرة، بلغت كميات شمال أربيل 83 ملم، وجنوبها 77 ملم، فيما بلغت كمياتها وسط المدينة 60 ملم، ما نتج عنها حدوث فيضانات وسيول".
وأضاف أنَّ "التوقعات تشير إلى أنَّ الأمطار هي الموجة الأولى وقد تستمرّ حتى يوم غد الأحد بنسب قليلة، وستتجه الموجة بحسب الخرائط إلى محافظة السليمانية وإدارتي رابرين وكرميان"، متوقعا أن "تبدأ الموجة الثانية منها يوم الاثنين المقبل إلى جانب هطول الثلوج وانخفاض بدرجات الحرارة وستستمرّ إلى يوم الخميس المقبل".
وفي بغداد، أكدت وزارة الموارد المائية على لسان مستشارها عون ذياب عبد الله، أنَّ سيول أربيل سترفد السدود بكميات كبيرة من المياه، موضحاً أنَّ "هذه السيول ستتجه إلى نهر الزاب الأعلى ليرفد نهر دجلة بكميات كبيرة من المياه، والتي يمكن خزنها في بحيرة الثرثار".
وأضاف أنَّ "هناك كميات كبيرة دخلت إلى كركوك بمنطقة الدبس، ستتم الاستفادة منها في قناة كركوك"، متوقعاً أن "تعزّز هذه الأمطار خزين سدود الموصل ودوكان والعظيم".
في شأن متصل، أرجع مدير الخزانات والسدود في اربيل اكرم احمد رسول لـ"الصباح" فاجعة السيول التي حصلت، إلى "التوسع العمراني على الوديان وبناء مجمعات سكنية ضخمة دون دراسة وتخطيط مسبق، ودون الأخذ بالاعتبار أنها ستصبح في مسارات السيول الموجودة منذ مئات السنين ".
وكانت أغلب القرى الفاصلة بين محافظتي أربيل ونينوى، قد تعرّضت إلى فيضانات جرّاء السيول الجارفة والأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة.
أما محافظة نينوى، فقد أفاد مصدر عسكري لـ"الصباح" بـ"خروج جسر الكوير العائم في قضاء مخمور، عن الخدمة، جرّاء الفيضانات التي ضربت جنوب شرق مدينة الموصل".
وفي السليمانية، حذرت مديرية المرور فيها، سائقي المركبات من "موجة أمطار غزيرة يحتمل أن تجتاح المحافظة"، منبهة أنها "نسّقت مع فرق الدفاع المدني، لمعالجة أيّ طارئ قد يحصل نتيجة للأمطار"، داعية المواطنين إلى "أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتوجيهات الدفاع المدني".
إلى ذلك قال مصدر أمني في كركوك: إنَّ "الفرقة الآلية الثامنة وقسم الشرطة النهرية والدفاع المدني، نجحت بإجلاء عائلة مكونة من سبعة أفراد مع طفل حديث الولادة حاصرتها السيول المفاجئة في التون كوبري شمالي المحافظة".