انتصر العراق بعد القضاء على الفتنة الدّاخليَّة

آراء 2021/12/29
...

   أ.د.جاسم يونس الحريري
مضى العراق بعد أن صادقت المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات البرلمانية لعام2021 واجتاز أحد الفصول الخطيرة. التي أرادت النيل من مقدراته وثوابته الفكرية وتجربته السياسية بعد 2003 بعد أن أرادت المخططات الاقليمية والدولية إحداث فتنة داخلية بين مختلف الكتل السياسية تحت ذريعة الانتخابات البرلمانية واشكالياتها الفنية. 
 
لكن الله كان لطيفا بالعراقيين بفضل العقلاء والحكماء من وجهاء القوم السياسيين العراقيين، لأن الجميع أيقن أنه لا يوجد رابح وخاسر في تلك الانتخابات، وانما الجميع مؤمن بالعملية الديمقراطية التي 
افرزت   هذه الحالة كما يحدث  في  باقي الانظمة  السياسية  
في دول العالم. 
لقد أرادت المخططات المحيطة بالعراق احداث فجوة بين الفائزين في الانتخابات وبين الذين لم يحالفهم الحظ فيها وتصوير الامر، وكأنه انتصار وخسارة  لوجستية وميدانية بين القواعد الشعبية والحزبية.
لكن وعي الكتل السياسية ونهجهم بالحفاظ على الوحدة الوطنية افشل تلك المخططات. 
إن تمسك الكتل السياسية بأنها تسير تحت راية العراق وأنها كتلة واحدة متراصة فلا يوجد هناك حساسيات عندما تشكل اي كتلة سياسية الحكومة المقبلة، ما دامت هذه الحكومة تسير في اتجاه خدمة مصالح الشعب العراقي الذي تنفس الصعداء بعد عبور هذه الاشكالية، وينتظر خيرا بحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية ونشر بذور الامن والسلام والتعايش الداخلي ونشر الامن والتسامح والتصالح بين 
مكوناته. 
وان اللعبة الديمقراطية التي خلقها الغرب لا يمكن أن تنال من اللحمة الوطنية العراقية باي شكل من الاشكال، لا سيما أن الكتل غير الفائزة في الانتخابات عبرت وبكل أريحية تقبلها لحكم المحكمة الاتحادية برد الطعون والمصادقة على نتائج الانتخابات، وأنها ستكون أولى القوى، التي ترحب بقرارات المحكمة الاتحادية حماية للعراق من اي تدخل 
خارجي. 
وان العملية الانتخابية كانت وما زالت تمثل ارادة سياسية عراقية بحتة ولا يمكن السماح لاي فواعل خارجية أن تنال من شفافيتها ونزاهتها.
  
  أستاذ العلوم السياسية 
والعلاقات الدولية