في ذكرى استشهاده أبو مهدي.. مهندس النصر

آراء 2022/01/04
...

  علي السباهي
الشهيد أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، هو جمال جعفر التميمي من مواليد البصرة القديمة عام 1954 دخل كلية الهندسة التكنولوجية في بغداد عام 1973 وتخرج منها العام 1977، وبعد الخدمة الالزامية عمل في المنشأة العامة للحديد والصلب في البصرة، حيث كان عملََ فيها مهندساً مدنيا، بعده ذلك حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية.
 
انتسب الى حزب الدعوة الإسلامية في بداية الحقبة السبعينية ودرس مقدمات الحوزة العلمية في مكتب آية الله السيد محسن الحكيم في البصرة، وبعد مشاركته في أحداث رجب في عام 1979 أصبح المهندس أحد أهم المطلوبين لمحكمة الثورة سيئة الصيت، ذلك بعد اعتقال آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وبعد تسلم الدكتاتور صدام حسين الحكم عام 1979 اضطر المهندس للخروج من العراق عام 1980 إلى الكويت، بسبب المضايقات والملاحقات ليستقر به الحال بالذهاب والاستقرار في إيران، حيث اصبح قائد فيلق بدر، وفي عام 1985 اصبح عضواً في المجلس الاعلى الاسلامي. وقبل سقوط نظام صدام بأشهر تخلى عن مسؤوليته في فيلق بدر، كذلك في المجلس الأعلى، وعمل كشخصية مستقلة, في حين لم يتخل عن علاقاته مع الجميع, ثم مارس دوره في العمل السياسي في العراق، حيث لعب دوراً مهماً في تشكيل الائتلاف الوطني الموحد، كذلك الائتلاف الوطني العراقي ومن ثم التحالف الوطني .
كان مطلوبا لدى الولايات المتحدة الأميركية وذلك لإتهامه بقيادة عمليات عسكرية ضد القوات الاميركية، حينها اضطر للتخلي عن منصبه داخل البرلمان، لحين خروج القوات الأميركية من العراق. وقد لعبت قوات الحشد الشعبي، التي تأسست بفتوى صدرت من المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني حفظه الله  العام 2014،  دوراً بارزاً في هزيمة عصابات داعش، وبعد أن تشكل الحشد الشعبي تمَّ اختيار المهندس نائباً لقائد الهيئة، ومن حينها حافظ على المشاركة الميدانية الفعالة في المعارك وعلى نطاق كل الجبهات واينما كان وتواجد "داعش".  فكان له الدور البارز في التخطيط والتنفيذ والمشاركة لضرب عصابات داعش والانقضاض عليها وحصر انتشارها للنيل منها وإخراجها من العراق.
ولو راجعنا حياته السياسية الخاصة بمقاومة الدواعش والانتصار عليهم، فلعلنا نرى أن المهندس ورغم أنه كان يعي ويعرف بشكل جدي انه مستهدف ومراقب، وفي اي وقت قد يتم الغدر به واغتياله لكنه وعلى قوله في إحدى اللقاءات والتي تشرفت بها شخصيا قلت له سائلا (حاج ليش ماكو حماية او اي شي يراقبكم من بعيد لسلامتكم لأنكم تمثلون العراق)  فقال لي بالحرف الواحد (أستاذنا العزيز أنا أحمل روحي على يدي ومتوقع باي وقت ان يتم الغدر بي) والى موعد الاستشهاد تراه مع ابنائه في الحشد المقدس ياكل معهم ويجلس معهم ويقوم ببعض الواجبات الانسانية المهمة من زيارة واجب قراءة الفاتحة من هنا وهناك، حيث كان يحافظ على وحدة المكون المجتمعي حتى لحظة استشهاده ومعه اللواء قاسم سليماني بتاريخ 3 يناير / كانون الثاني العام 2020 في غارة أميركية استهدفت موكبهم بالقرب من مطار بغداد.
الغريب في الأمر أنه حتى بعد استشهاده فإنّ كثيراً من الجهات التي تطرقت اليه حاولت تسقيطه، لكن رغم أصوات النشاز سيبقى المهندس منارا عاليا لأنه يمثل العراق العظيم، وما علينا الا أن نخلد ذكراه بكتابة الدراسات، التي تتناول عمره الجهادي وبالخصوص في الانتصار التاريخي على داعش وان يتضمن هذا الانجاز ادخال مادة معينة الى المنهاج الدراسي بشكل قصصي او بشكل تعريفي عن انجاز الانتصار لنكون اوفياء لروحه الطاهرة .