ذي قار: نجلاء الخالدي
كانتْ عيون أطفال في دار براعم ذي قار تبرق فرحاً عند رؤيتهم أعضاء فريق مؤسسة السنابل يتقمصون شخصيات كارتونية يحبونها ويحملون إليهم صناديق ملونة تحتوي على ألعاب يحبونها.
ارتسمت ملامح الفرحة في وجوه الأطفال وهم يصطفون بنظام لتسلم هداياهم، وكانت بالفعل مفاجأة لم يكونوا يتوقعونها وهم يستقبلون فريق سنابل الذي أمضى ساعات معهم مليئة بالحب والمشاعر الإنسانية.
مشهد الفرحة التي زرعها فريق سنابل كان كفيلاً بأن يزيل تعب الأيام الماضية التي أمضاها الفريق في جمع الهدايا من المحال ومن ثم تغليفها وترتيبها حسب الفئات العمرية للمقيمين في دار ذي قار من الأطفال الأيتام.ويقول المدير التنفيذي للمؤسسة سجاد العربي، وهو شاب وجد نفسه من دون سابق تخطيط في قيادة فريق من المتطوعين لمساعدة المحتاجين: “السعادة أن ترى الجميع سعداء».ويبتكر فريق سنابل أساليبه في تقديم الدعم والمساعدة للفئات المستهدفة، وبينما ينشغل الشباب بأعمارهم في التحضير للاحتفال برأس السنة، كان الفريق يفكر بمفاجأة الأطفال وتقديم هدايا تسعدهم في أول أيام العام الجديد.
وبلا موعد مسبق دخل الفريق دار الأيتام، كانت تلك رغبتهم كما يقول سجاد، في مفاجأة الأطفال الذين تسعدهم المفاجأة الجميلة بقدر الهدايا التي نحملها وربما أكثر، أردنا أن “نشعرهم بأننا جئنا لنحتفل معهم ونمنحهم الحب والحنان أكثر من أي شيء آخر».في الأعياد والمناسبات، الأطفال وخصوصاً الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم هم أول ما يخطر على بالنا، يضيف سجاد أنهم “أكثر من يستحقون أن نشاركهم الفرح».
ويستدرك الشاب ذو العشرين ربيعاً “لكننا في الواقع نخرج سعداء ونتقاسم الفرح مع الأطفال ومع من نقدم له المساعدة، وهذا أروع إحساس لا يمكن للكلمات أن تصفه.
لقد شعرت أن دفء الأسرة كان حاضراً عندما أمضينا ساعات مليئة بالمشاعر الإنسانية بين هؤلاء الصغار يقول العربي.
ويوضح “صحيح أننا قدمنا هدايا بسيطة إلا أن أثرها كان كبيرا في نفوس الأطفال، شعرنا بتلك العاطفة التي تتدفق والتي لا تخفيها عيون الأطفال وكلماتهم الساحرة، لقد تأثرنا بهم نحن أيضاً وكانت لحظات رائعة شعرنا بها وشعروا هم بمدى الحب والاهتمام الذي منحناه إياهم فتأثير الهدية يبقى عالقاً في ذاكرة الأطفال إلى ما بعد ذلك بسنوات.
ودأبت مؤسسة سنابل التي بدأت أعمالها الإنسانية في ذي قار على تنظيم العديد من المبادرات الإنسانية المهمة في المحافظة من بينها تقديم المساعدات النقدية والعينية للأسر المتعففة.
وفي مدينة تعاني من ارتفاع معدلات الفقر وتعاني شرائح اجتماعية واسعة من العوز فأن المشاريع الخيرية من الطبيعي أن تحتل اهتماماً لدى فريق سنابل فقد نظمت المؤسسة عدداً من المشروعات الخيرية كمعونة الشتاء وفرحة العيد والحقيبة المدرسية للأيتام.ولم يغب عن بال أفراد مؤسسة سنابل مشكلات الناس ممن يحتاجون إلى رعاية صحية لا توفرها المشافي الحكومية التي تعاني من الإهمال وتراجع الخدمات، ونجح الفريق في مساعدة العديد من المرضى ممن هم بحاجة للعلاج خارج البلاد.ولا تعدُّ مدة إنشاء هذه المؤسسة طويلة لكن الأعمال التي نهضت بها مدهشة وعديدة، مع أن أفرادها أغلبهم من الشباب، لكن التفكير بالآخر جعلهم يخوضون غمار مبادرات إنسانية كبيرة توسعت لتشمل بناء وترميم المنازل لعدد من الأسر المتعففة التي لا تستطيع دفع تكاليف البناء.سنابل تفرعت وكبرت وارتفع عدد أعضائها بعد أن توسعت أعمالها ومبادراتها وصارت تضم 200 متطوعٍ يشرفون على أعمال إنسانية مختلفة.