يقول العلماء إن الشيء المفاجئ يكمن في أن الهواء يكون أكثر تلوثاً بمقدار 12 مرّة في الأماكن المغلقة عن الهواء الطلق في المناطق الخارجية أو المفتوحة، والسبب هو وجود الملوثات الضارة الداخلية في الأماكن المغلقة، اذ إن ملوثات الهواء في الأماكن الداخلية تمثل مشكلة صحية خطيرة تنبع بعضها من دهانات الجدران، والمواد اللاصقة، والوارنيش، ومذيبات الدهون والصدأ، والملابس والمفروشات وغير 

ذلك.

 

ملوثات ووفيات

البايولوجي مازن عبد الحسن، يقول {هنالك قائمة طويلة من المركبات العضوية المتطايرة والمتواجدة في بيوتنا تسبب الكثير من الأمراض كالربو الحاد والغثيان وضعف الجهاز العصبي واضطرابات الجهاز التنفسي وقد يصل بعضها إلى السرطان}.

وأضاف {هذه الملوثات الخطيرة مسؤولة عن أكثر من 1.6 مليون حالة وفاة سنوياً وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، ومن هنا برزت أهمية النباتات الظليَّة، ففضلاً عن قيمتها الجمالية بداخل المنازل والمكاتب والشركات، فقد ثبتت قدرتها على إزالة المركبات العضوية المتطايرة والغازات والأبخرة التي قد تكون لها آثار ضارة في صحة الإنسان وتنقية الهواء من الشوائب}.

 

التمييز بين النباتات

المهندس الزراعي علي فرحان يقول: إن {النباتات الداخلية أو الظلية هي في الأصل نباتات خارجية عادية في موطنها الأصلي، ولكن نحن أقلمناها مع بلادنا ومنطقتنا ولذلك وضعناها في

أماكن داخلية او في مناطق الظل لكي تتأقلم وتعيش عندنا، لاسيما إن بلادنا معظمها تتمتع بالحرارة الشديدة والمرتفعة 

صيفاً}.

وأضاف {نستطيع أن نميّز بين النباتات الداخلية والخارجية، فمعظم النباتات الداخلية تتمتع فقط في الأوراق من دون الأزهار، فمثلاً عندنا بعض النباتات كورق الصالون (كروتون سن جونيوم) لا تزهر، ولكونها لا تزهر تعد هذه النباتات داخلية، بينما النباتات الخارجية تتمتع بالأزهار}. 

ولفت فرحان إلى {أنه يمكن التمييز بين النبات الظلي او النبات المنزلي والنبات الخارجي، في أن النباتات الداخلية تتمتع بالأوراق ولا يوجد لها جمال في الزهور، بينما النباتات الخارجية يقع جمالها في الأزهار كما

أسلفت}.

 

لا تحتاج إلى عناية كبيرة

كثير من الأشخاص يعتقدون أن النباتات المنزلية هي فقط لتزيين المنزل، وهذا غير صحيح لأن النباتات لها دور فعّال في تنقية الهواء، كما انها مفيدة أيضاً في خلق المزيد من الاسترخاء والأجواء المريحة في أي غرفة. 

يقول سمير كرم صاحب احد المشاتل ولديه ماجستير في الزراعة {هنالك عشرة أنواع من الظليات هي الأشهر بكونها لا تحتاج الى عناية كبيرة، ومنها نبات العنكبوت وهو نبات زينة جميل جداً، موطنه الأصلي جنوب افريقيا وله سيقان صفراء زاحفة تظهر عليها عناقيد أزهار بيضاء صغيرة، تنتج كل منها نباتاً جديداً نسخة من النبات 

الأم}.

ويضيف {بعض الأنواع سهلة وبسيطة، فقط تحتاج الى إضاءة جيدة وتربة جيدة التصريف وري منتظم، ومنها نبات الأوركيديا وهو نبات من طائفة أحاديات الفلقة ينتج زهوراً جميلة جداً ويزهر 1 - 2 مرة في السنة على الأقل، ويحتاج الى ضوء جيد ويفضل وضعه بالقرب من النافذة ليحصل على الإضاءة الكافية}. 

ويتابع كرم {هناك أيضاً نبات سيدة النخيل وهو نبات محب للماء وخاصة في فصل الصيف وله فعالية قوية في مقاومة الحشرات، وتنمو أوراقه الخضراء الكثيفة من دون بذل الكثير من الجهد، لكنه يحتاج الى تربة جيدة التصريف ويفضل استخدام تربة الكومبوست كما يحتاج للري مرة واحدة أو مرتين في اليوم، بحسب حرارة الجو وحسب نوع التربة، وموطنه الأصلي أفريقيا الاستوائية وآسيا ويصل طول أوراقه 

الخضراء ذات الحواف الأرجوانية الى حوالي 35 سنتمتراً، بينما يصل طوله الى 180 سنتمتراً}.

 

نصائح

هنالك بعض النصائح التي يوردها أهل الاختصاص لمحبي اقتناء نباتات الزينة أو النباتات الظلية، ومنها مثلاً البدء باقتناء نباتات سهلة لا تحتاج الى بذل جهود رعاية كبيرة، كما يقول المرشد الزراعي مخلد الحمداني: {يمكننا العمل واقتناء شجيرات ونباتات بسيطة مثل نبتة جلد النمر أو السانزافيرا وهي من النباتات الجميلة الداخلية القليلة العناية}.

ويضيف {هنالك ايضاً نبتة السبايدر او العنكبوت وهي نبتة سهلة وخصوصا للمبتدئين في الزراعة، وكذلك زنبق السلام، والصبّار، والعشق المتسلقة، وقصب الحظ (البامبو)، وحديد الزهر، وبيبروميا، والبوتس وعشرات غيرها}.

وبخصوص التربة التي تزرع بها النباتات الداخلية، يقول الحمداني {هذه التربة تكون خليطاً، فنصفها تقريبا من البيتموس والباقي من التراب، والطين وبعض السماد العضوي المتحلل، ودائما انصح باستخدام البيتموس في زراعة النباتات الداخلية لأن البيتموس يتمتع بالتصريف الجيد للماء، وطبعاً احتباس الماء في الاصيص أو الوعاء يسبب تعفنات في الجذور ما يضعف النبتة او يتسبب بموتها}.