السرّ الخطير

آراء 2022/01/10
...

 ابراهيم سبتي
 
بعد حملة محاربة متحور (دلتا) شديد العدوى لفيروس كورونا لأكثر من عام مضى، أصبح العالم مرة أخرى في حالة تأهب قصوى وخوف وهلع بسبب المتحور الجديد (أوميكرون).
ولا نعلم مدى قوة وتأثير انتشار جائحة كورونا  بمتحوراتها في المستقبل القريب، وما اذا كانت طرق الوقاية التي انجزت وحدها الكفيلة بالحد من هذا الانتشار. 
لقد أخذت الجائحة وضعا لا يمكن تجاهله من قبل العلماء والباحثين ومختبرات الاختراعات الدوائية الحديثة.
اما ما ظهر هذه الايام من متحور (اوميكرون) سريع الانتشار، فهذا يستدعي حملة عالمية للوقوف بوجه هذا الفيروس الخطير الذي شغل الدنيا وملء العالم من دون نهاية تلوح في 
الافق. 
هناك سر خطير إذن وراء ظهور هذا الفيروس وانتشاره وعدم قدرة العالم على انهائه تماما، والامر يؤكد وجود خطوات ومراحل على المختبرات وصنّاع اللقاح، ادراكها والعمل على تفادي هذه الانتشارات المتلاحقة.
السر الخطير يكمن في احتمالية ضعفه وتلاشيه في المستقبل او البقاء على قوته وطرق استنساخه لنفسه، ولكي يفهم الناس هذا الوباء على حقيقته يجب ان تعلن المنظمات الدولية صراحة بان الانسان عاجز في الوقت الحاضر عن ايقاف نمو هذا الفيروس والحد منه والقضاء عليه نهائيا.
ان هذا الوباء جديد على الانسان رغم انواعه التي ظهرت سابقا، ونقول جديد لانه لم تشهد البشرية فزعا ورهبة بقدر ما حصل عند ظهور (كوفيد 19) بمختلف متحوراته الذي اقلق العلماء قبل الناس.
ولان التقنية الهائلة التي تشهدها البشرية الان، لم يحصل سابقا مثيل لها، فاللقاح الذي انتج لم يحدّ من الاصابة بمتحورات الفيروس وخاصة (اوميكرون)، وهناك قلق من أن هذا المتحور قد يكون أكثر مقاومة للأجسام المضادة رغم أن قدرته على مقاومة اللقاحات التي أعطيت ما زالت قيد البحث.
   فنصحت بعض الدوائر الدوائية العالمية بإعطاء جرعة تعزيزية ثالثة على أمل الحد من انتشاره وليس القضاء عليه.
ان الخوف والخشية من الاصابات جعل الناس تتساءل عن مدى قوة وتطور التقنية الطبية العالمية في القضاء على هذا الفيروس كما حصل للفيروسات السابقة مثل (سارس). 
ونقول هل عجز العلم الحديث بكل طفراته  المذهلة من الوقوف بعيدا عن صنع لقاح يدمر الفيروس نهائيا ولا يظهر مجددا ابدا؟، انه سؤال جعل العلماء في حيرة ونحن نسمع بين الحين والاخر بأن هذا العالم يحذر وذاك قلق والثالث 
متشائم. 
هل هو عجز ام اننا بانتظار مفاجأة علمية تقضي على الفيروس قضاء مبرما لا سيما بأن الاقتصاد العالمي تكبد خسائر فادحة في العام الماضي وهذا العام، وهناك تأخر ملحوظ في مؤشرات النمو الاقتصادي والصناعي لم يحدث منذ عشرات السنين. 
وقد لجأت بعض الدول الكبرى والشركات العملاقة الى نظرية  تصدير اللقاح الى الدول الغنية اولا وتلكؤ تصديرها الى الدول الفقيرة، إذ لم تمنحها الكمية المناسبة، وانما أبقتها بالانتظار حتى اللحظة، وهذا خرق في العهود والمواثيق الدولية بأن الدول كلها يجب ان تحصل على ما يكفيها من اللقاح.
وقد تكون هذه الخطوة معطّلة للقضاء على الفيروس بمتحوراته 
كافة. فكيف والعالم اليوم يواجه تحورا جديدا اخطر من كل الانواع واكثرها بطشا؟ البشرية اذن تتطلع الى اليوم الذي يكشف فيه السر الخطير الذي يعرفه العلماء عن هذا الفيروس ولا يستطيعون القضاء عليه اما لأسباب تقنية تختص بالبحوث او لان الفيروس انتصر على العلم برغم التقدم المهول في الميادين كافة، انه صراع بين العلم الحديث بكل تقدمه، وبين الفيروس المجهري الذي ما زال ينتشر بكل قوته ولم يضعف رغم التأكيدات الاولى بانه سيضعف ويضمحل وينتهي، اذن على البشرية ان تنتظر اضمحلال وتلاشي واختفاء الفيروس وحده، وهذا هو السر الخطير الذي يتمناه العلماء من دون الافصاح عنه، ولكن هل يحدث 
ذلك؟.