التنافس الصيني الأميركي في البحث العلمي

آراء 2022/01/11
...

 نسيب شمس
 
يعتبر مشروع "تشانغ آه" لاستكشاف القمر، وشبكة نظام "بيدو" الملاحي، والسكك الحديدية فائقة السرعة، وتقنيات الجيل الخامس وغيرها من إنجازات البحث العلمي الصينية الأفضل في العالم.
وقالت وسائل إعلام أجنبية إن الإنجازات المتعددة للصين في مجال البحث العلمي تعكس التحسن السريع في قوة البحث العلمي الشامل للبلاد.
وقد أفادت دراسة تحليلية بأن الصين ستنتج أبحاثا علمية أكثر من أي دولة أخرى خلال عشر سنوات.
وأضافت أن استثمار الدولة الضخم في المدارس والجامعات وبرامج الأبحاث كان محركا للنمو السريع الذي تشهده الدولة، إضافة إلى الاكتشافات العلمية التي سرعان ما صارت ممكنة تجاريا.
كما أن العلماء الصينيين يتمتعون بقوة خاصة في هندسة الكيمياء وهندسة المواد اللتين تعتبران أساسيتين لمستقبل التنمية الاقتصادية والصناعية للصين.
وقد ارتفع عدد الأبحاث المراجعة التي نشرها الباحثون الصينيون 64 مرة خلال الثلاثين سنة الماضية.
تتخطى الصين الولايات المتحدة للمرة الأولى في الإنتاج العلمي، وهذا طبقــًا للمؤسسة العلوم القومية في الولايات المتحدة فأن الصين أنتجت 426,000 ورقة بحثية بينما الولايات المتحدة 409,000، والمفاجأة الأكبر أن الأوراق العلمية والمنشورات العلمية الأكثر استخداما في الاستشهاد بها جاءت من دولتي السويد وسويسرا الضئيلتين تعدادًا.
الولايات المتحدة تظل الرائدة العلمية من حيث الصرف حيث تصرف 500 مليار دولار على البحث العلمي (يعني %26 من الميزانية العالمية للبحث العلمي،) والصين في المرتبة الثانية بـ 400 مليار دولار، ولكن الصرف كنسبة من الاقتصاد الكلي الاميركي ثابتـــًا منذ عدة سنوات، بينما في الصين كنسبة من الاقتصاد الكلي يزيد بشكل مطرد وسريع.
ولكن لا تزال الولايات المتحدة محتفظة بالصدارة من جوانب كثيرة من حيث أنها الاكثرجذباً لألمع العقول من جميع أنحاء العالم .
 وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الصين كانت تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الأبحاث العلمية المنشورة.
وقد بينت الأرقام التي أعدتها شركة طومسون رويترز المعلوماتية للفايننشال تايمز أن العلماء الصينيين زادوا إنتاجهم بمعدل أسرع بكثير من الدول الصاعدة المنافسة مثل الهند والبرازيل.
ورغم الاعتقاد السائد بأن الهند كانت أكبر تهديد محتمل للسيادة الأكاديمية الأميركية، فإن الدراسة كشفت أنها تتباطأ الآن وراء الصين.
وتبنى الأرقام على الأبحاث المنشورة في مجلات عالمية معترف بها موجودة في قائمة قسم سكوبس Scopus service لدى الناشر إلزيفييه Elsevier وقد دلت إحصاءات سابقة أن الولايات المتحدة نشرت 292513 بحثاً عام 1996 السنة الأولى لأخذ المعطيات في هذه الدراسة، وهو ما يزيد أكثر من 10 مرات عن 25474 بحثاً نشر في الصين ذلك العام.
أما في عام 2008 فإن عدد الأبحاث ارتفع بشكل بسيط في الولايات المتحدة إلى 316317، في حين قفز في الصين سبع مرات إلى 184080.
ويوحي ذلك بأن عدد الأبحاث في الصين إذا ارتفع بنفس المعدل سيتجاوز، وفقاً لعملية استقراء خطية لمعطيات دار نشر إلزيفييه، عدد الأبحاث في الولايات المتحدة عام 2013، بعد أن يتجاوز المملكة المتحدة في موقعها كالدولة الثانية على العالم في البحث العلمي. 
ويمكن القول في خلاصة ما سبق، أن الصين جادة في طريقها نحو زعامة العالم، ووراثة الولايات المتحدة.
ففي حال تبوء الصين الموقع الأول في البحث العلمي فلا يمكن للولايات المتحدة التحكم في 
العالم.