مفاهيم ومصطلحات خاطئة وضارة

آراء 2022/01/11
...

 عبد الحليم الرهيمي
مع احتدام السجال والنقاش حول (حكومة الأغلبية الوطنية) و (الحكومة التوافقية – التشاركية) بعد أن سبق ذلك سجال حول التشكيك بشرعية الانتخابات رغم قرار القضاء برفض ذلك ، أُعيدت بشكل لافت أحاديث الطائفية والعرقية التي تستنسخ ما كان يطرح خلال السنوات 2006 و 2007 التي انتعشت فيها الخطابات والشعارات الطائفية وذلك بالرغم من تمكن انتفاضة تشرين 2019 من تجاوزها إلى حد كبير إلى الفضاء الوطني العراقي الأوسع .
 
ومن المصطلحات والمفاهيم الطائفية والإثنية القديمة والمتجددة هي بدعة الحديث عن البيوتات “ الشيعية “ و السنية “ و” الكردية” التي يستخدمها البعض في السجال الدائر حول قضايا سياسية وطنية لا طائفية ولا عرقية.
فخطأ تلك المفاهيم والمصطلحات يتجلى بشكل واضح في ان تلك البيوتات لا تضم ولا تعني كل المنتمين للكيانات التي يتحدثون بأسمها وذلك فضلاً عن اقتصارها على ثلاثة (بيوتات): شيعية، سنية، كردية وتغييب التركمان والآشوريين و (بيوتات) الكيانات الدينية والعرقية الأصغر . 
ومع احتدام الصراع والسجال حول القضايا المختلف عليها يعمد دعاة الطائفية والعرقية إلى استخدامها كسلاح في ذلك السجال، لنجد بعض المتحدثين باسمهم يستغيث بأعلى الأصوات أن الدعوة لـ (حكومة الأغلبية الوطنية) هي دعوة لشق صفوف الشيعة ، وإلى تحولهم إلى أقلية في المجتمع العراقي وهم الأكثرية ، ويشيرون إلى أن ثمة مؤامرة داخلية وإقليمية ودولية (وربما كونية) تريد إضعاف الشيعة وربما القضاء عليهم .. هذا في حين ذهبت إحدى النائبات إلى ابتداع مصطلح (الأغلبية الإقصائية) للشيعة .. وإلى غير ذلك من تعبيرات تعمد للتهييج الطائفي والعنصري من خلال اتهام كيانات مذهبية وإثنية عراقية بتآمرها على الشيعة !! ولعل من المؤسف أن يعمد بعض الإعلاميين للترويج لتلك المفاهيم .
ففي حين لا يطلق أنصار (الإطار التنسيقي) رسمياً صفة الشيعي عليها يلح بعض الإعلاميين على إلحاق هذه الصفة به ، وفي حين يتحدث السياسيون السنة عن تقدم وعزم يطلق عليهم البعض البيت السني وحين يتحدث الحزبان الديمقراطي و(البكتي) باسم الحزبين لا باسم (البيت الكردي) احتراماً لحركة (الجيل الجديد) وأحزاب سياسية كردية أخرى ، يصر بعض الإعلاميين على الحديث عن بيوتات .. والواقع أن ما يجري هو صراع سياسي صريح حول قضايا سياسية وطنية ينبغي أن يكون السجال حولها بعيداً عن استخدام المصطلحات والمفاهيم التي تؤجج الطائفية والعرقية الضارة لدعاتها وأنصارها قبل الآخرين .