أفكار شيطانيَّة

آراء 2022/01/11
...

 د. عدي سمير الحسـاني
 
يعتمد استقرار الوضع الاجتماعي على المستوى الثقافي والعلمي والتعامل الانساني بين افراد المجتمع، وهذا بطبيعة الحال يؤدي الى استقرار جميع نواحي الحياة المختلفة.
كذلك حكم القانون وقوة تنفيذه من خلال ادواته يسهم بشكل مباشر في المحافظة على الأمن المجتمعي وهو الغاية الاساسية التي تنطلق منها الفعاليات الاخرة المساندة.
وقد تسود بعض الافكار المنحرفة والمشوهة وتُسيطر على فئات معينة داخل المجتمع مما يؤدي معها الى احداث ثغرات في الاطار المجتمعي تؤدي الى اخلال التوازنات الفكرية وتولد مسارات منحرفة تجر معها اصحاب النفوس الضعيفة.
وهذه الافكار عادة ما تكون دخيلة واخرى تنشأ مع الشخص ذاته وضمن تكوينه النفساني، فأما الدخيلة والتي غالباً ما تدخل العقول التي تكون في بواطنها ازمات نفسية عادة ما تكون مستقبلة لكل موضوع من شأنه يُشبع رغبات داخلية، ونخص منها هنا ما أحدثته بعض المواقع والقنوات غير المسيطر عليها والتي تُعتبر ذات وقع كبير على انحراف 
من يُتابعها، لا بل حتى بعض الالعاب الالكترونية التي قتلت روح الطفولة وخلقت أفكارا عدائية لا تبالي عندما ترى الدماء تتناثر في لعبة (البوبجي)، اي ان هناك تنمية للنفس الاجرامية بطريقة 
محترفة.
واما التي تكون ضمن التكوين النفسي فهذه في التفسير العلمي تعدُّ حالات مرضية تحتاج الى علاجها او استئصالها وبما يُسهم في حماية المجتمع من مخاطرها المستقبلية.
إنَّ التطورات الفكرية الشيطانية التي تزايدت ونمت داخل المجتمعات والتي أدت الى حدوث جرائم من نوع آخر وأحدثت حالة من الاشمئزاز وغضب جماهيري عارم، ومنها حالة شاذة في اغتصاب طفلة بريئة، وكذا في اتفاق عشيقين لقتل زوج عشيقته او حرق أب لأسرته او إلصاق التهم من صديق لصديقه بسبب خلافات بسيطة تؤدي في نهايتها الى كارثة.
الموضوع في حقيقته يحتاج الى مساهمة مجتمعية مشتركة مع الدولة في وضع الحلول التي تُسهم في استئصال اصحاب هذه العقول، وتنفيذ القانون العقابي بأقصى فقراته ليكونوا عبرة لغيرهم.
كذلك نحتاج الى تجديد الثقافات المجتمعية بما يتناسب والوضع الحالي للأجيال الجديدة تتناسب واسلوب تفكيرهم.
طبعاً هذا يعتمد في أساسه على خلق روح المسامحة والتعاون وذلك من خلال اقرار قانون التسامح المجتمعي والذي معه سنخلق أفكاراً متجددة تسهم في السلم والامن المجتمعي.