حامي الوطن

آراء 2022/01/11
...

  اياد مهدي عباس 
 
عندما نستذكر ذكرى عيد الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني من كل عام علينا أن نذكر حقيقة مهمة للغاية وهي إن إعادة بناء الجيش العراقي بعد 2003 كانت محطة من المحطات المضيئة في تاريخ هذه الجيش، الذي حقق الكثير من الانتصارات عبر اكثر من قرن حيث وقعت فيه الكثير من الأحداث والمواقف البطولية التي سجلها التاريخ بحروف من نور. ومن هنا يمكننا القول بأن الحكومات العراقية بعد 2003 نجحت في بناء جيش عراقي وطني يمثل جميع العراقيين، والذي كان بناؤه جزءاً من عملية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة وأحد أهم اشتراطات الاستقرار لما يمثله هذا الجيش من رمز لسيادة الدولة، فهو حامي التجربة الديمقراطية ويمثل وحدة وتماسك الشعب بكل مكوناته وأطيافه، إضافة إلى أنه يعد من أهم مؤسسات الدولة ورموزها السيادية.
وإن أهم مقومات وأسباب نجاح القائمين على التجربة الديمقراطية في بناء جيش عراقي جديد هو حرص الجميع على أهمية بناء هذه المؤسسة الحيوية والمهمة، بعيدا عن التسييس والتحزب ولقد شهد الجميع نجاح الجيش العراقي الجديد في توفير الحماية لجميع مكونات الشعب العراقي بكل أطيافه ومذاهبه وأديانه، حيث وفر الحماية للكنائس والجوامع والحسينيات وقام بحماية الطقوس الدينية لجميع الأديان والطوائف وقدم يد العون إلى كافة أبناء الشعب العراقي في مختلف المدن العراقية فكان بحق جيشا وطنيا.
ولقد واجه العراق تحدياتٍ أمنية خطيرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري في 2003 وكان الجيش وباقي الاجهزة الامنية أمام ضغوطات كبيرة وهجمة طائفية وصلت الى حد تحريم التطوع في الجيش بل تكفير أفراده ومن هنا قامت الحكومات العراقية الجديدة بالتوجه لبناء جيش عراقي جديد قوي، يكون ولاؤه للوطن والشعب ويحمل مفاهيم المواطنة الحقيقية الضامنة لحقوق المواطنين العراقيين على اختلاف انتماءاتهم ووفق المعايير الدولية لحقوق الانسان، حيث تمَّ بناؤه وفق المقاسات العلمية الدقيقة وتجهيزه بأحدث الأجهزة والأسلحة العسكرية وما زال في طور التكامل والبناء في العدة والعدد والتنوع في صنوفه المختلفة .
وهكذا أثبت الجيش العراقي للعالم وطنيته والتزامه بمفاهيم حقوق الإنسان وقدرته على حفظ الأمن والقضاء على الهجمة الإرهابية التي استهدفت الشعب العراقي بكل مكوناته.