تقديم البرامج التلفزيونية

آراء 2022/01/14
...

 علي السباهي
 
مواصفات قد تتوفر بمخيلتنا للمذيع او المقدم الناجح، وبشكل عام هنالك العديد من الصفات والمميزات، ومن الضرورة توافرها في المذيع أو المقدم الناجح، أهمها موضوع اللغة العربية وواجب اتقانها فهي اداة مهمة وسلاح ناجح واساس، لأن عامل اللغة من العوامل الفائقة الاهمية للنجاح بمهنة وعمل المذيع او مقدم البرامج من جهة، اما من جهة أخرى فيدخل جانب الشكل المقبول لدى المشاهد الكريم، فمدى القبول والحضور للمقدم او المذيع للجمهور المتلقي له أمرٌ مهمٌ جدا، اضافة لموضوع سرعة البديهية في تلافي المواقف الحرجة الآنية، إن حدثت على الهواء من قبله أو من قبل الضيوف او ارباك بعدم حضور الضيف او اعتذاره عن المجيء اثناء بدء البرنامج، ليترك فراغ كبيرا ومساحة خالية كيف سيتم سد هذا الفراغ بالنسبة للمقدم الناجح، اضافة الى جانب الصبر وسعة الصدر لادارة الحوار بشكل هادئ ومتزن مع الضيوف من خلال ضرورة تقسيم وقت البرنامج بحسب توجيه الاسئلة وفسح المجال للتحدث من قبل الضيوف بشكل متساوٍ، ورغم أن موضوع التواضع والتلقائية وعدم الاصابة بالغرور بالنسبة للمذيع اوالمقدم، الا أننا نرى أن العشرات منهم لا يمتلكون هذه الصفات وموضوع الشهرة سيزيدهم إصرارا على الجحود والتكبر والتعالي أكثر فأكثر، وهذا الموضوع بالتحديد يخص الأجيال الحديثة من المذيعين ومقدمي البرامج، اما موضع الجرأة وقوة الشخصية وطريقة الأداء بشكل يكون فيه المقدم او المذيع هو من يمثل نفسه، لا أن يكون مقلدا جيدا للبعض من المقدمين او الاذاعيين المعروفين مع اكتساب الخبرات، من خلال متابعة الفيديوهات الخاصة ببعض الأخطاء، التي وقعت مع المذيع او المقدم وتفاديها في المستقبل، مع حسن وضرورة الإلقاء، والصوت الواضح والجهوري وصحة وسلامة النطق لمخارج الحروف، مع أهمية امتلاك الثقافة الشخصية من خلال الالمام الكبير بمعرفة الضيف ومعرفة حيثيات الموضوع، الذي سيكون مطروحا للمناقشة، وبالتالي إيصال الرسالة الاعلامية بدرجة كبيرة من المقبولية والنجاح الى المجتمع وشرائحه المتنوعة، وعليه ولما تقدم اين نحن من ما موجود او مطروح في البعض من الفضائيات والتي تزج بمذيعين ومقدمي للبرامج لمن لا يمتلكون الشروط الكافية للظهور في التلفاز، ولكن ومن دون تردد أيها المواطن العزيز إنها المحسوبيات والمصالح، والتي طالت أغلب مرافق الحياة، فلقد تغير كل شيء، فقد كانت مذيعات التلفزيون او المذيعون او مقدمي البرامج على جانب كبير من الثقافة والتألق، والتعامل مع الكاميرا بموهبة وحرفية في تقديم البرامج او النشرات الاخبارية، وها هو الوضع قد شهد تغييرا، حيث أصبح المذيع او المذيعة او مقدمو البرامج أكثر جرأة وأقل 
كفاءة. 
والجرأة تعني بان تظهرمقدمة البرامج مفاتن جسدها بشكل ملفت للمشاهد، لتكون مقبولة في نظرها وبدعم من البعض من القنوات، حتى تحول الموضوع من استوديوهات التلفزيون والاذاعات إلى مراكز التجميل المختلفة، اضافة الى جانب حديث المقدم او المقدمة بوضوح وبموضوع مجتمعي حساس يجب ان يكون فيه الطرح بدقة متناهية من اختيار المصطلحات والكلمات، التي لا تخدش اسماع المشاهدين، وكمثال على ذلك موضوع الاغتصاب مثلا لتطلق الكلمات الصريحة والجريئة، حتى وصل الكلام إلى حد الإسفاف، وهذا كله ينذر بمردودات سلبية على الكثير من الآذان، التي تصغي لما يذكره المذيع او مقدم البرنامج. 
لذا أصبح من الضرورة الحفاظ على مكون المجتمع والأسرة من اختيار ومتابعة النصوص، التي يتم نشرها او مناقشتها على التلفاز، خصوصا أننا عشنا وتربينا على الاخلاق الاسلامية المعروفة الاصيلة، وهي درع حصين لنا جميعا وعلينا الانقياد والالتزام به.
رحم الله مقدمي ومقدمات البرامج الكبار والمذيعين والمذيعات من مقدمي النشرات الاخبارية، بدءا من تأسيس التلفزيون والاذاعة ومنهم من انتقل الى رحمة الله الواسعة، والذين غادروا الدنيا وغادرونا ومنهم مازالوا على قيد الحياة. علما أن كلامي يخص البعض من مذيعي ومقدمي البرامج والبعض من القنوات الفضائية لا على مجال الجمع، بل على مجال الحصر، وعذرا إن خانتني الذاكرة ونسيت أحد عمالقة الاذاعة أو التلفزيون للتذكير.
وهي هدية بسيطة للقارئ الكريم ليتذكر تلك الاسماء اللامعة في تاريخ العراق الحبيب ومن الله نستمد العون والعطاء.