الحكومة المقبلة

آراء 2022/01/16
...

 بشير خزعل
 
بأي شكلٍ من الأشكال، ستأتي الحكومة المقبلة حتما، وسيكون هنالك رؤساء ووزراء ونواب وبرلمان، المشهد الذي تعودنا أن نلمسه ونراه بنهاية المطاف بعد كل انتخابات منذ العام 2003 وحتى 
الآن.
 لكن ما الجديد الذي ستكون عليه الحكومة الجديدة؟ بالنسبة للمواطن الذي ضاق ذرعا بكل 
شيء. 
حتما الحديث عن الخدمات سيكون في مقدمة الأولويات التي سيلوّح لها أصحاب المناصب.
ومع وجود أزمات خانقة مثل البطالة والطاقة والسكن والفقر مع تهالك اجتماعي مستمر.
لن تكون المهمة سهلة على من سيتحمل المسؤولية، ولن يقبل الناس بالاعذار والقاء المسؤوليات على أقرانهم في الحكومات السابقة، لأنها أصبحت أهزوجة مملة لا تلهب حماس 
أحد.
فالمسؤولية ستحتم على الحكومة الجديد أن تقدم خدمات وتحل المشكلات وتبتعد عن 
التبرير.
 أغلب المتصدين لمواقع المسؤولية تعودوا على عدم اعداد البرنامج الاصلاحي المقنع، الذي يلتزم بفترة زمنية وميزانية معدّة للاصلاح واولويات حل المشكلات المستعصية.
 لذلك وقبل أن يقبل أي شخص بموقع ما عليه أن يفكر بأن الامور لن تمر مرور الكرام هذه 
المرة.
فلم يعد بوسع الشعب أن يمضي لأربع سنوات أخرى، بمهزلة غياب الخدمات وفقدان البنى التحتية وإبقاء الأمور على ماعليها، 18 عاما مضت، كانت كافية لإعادة بناء دولة من الانقاض، ربما لم يعِ من سيكون في موقع المسؤولية حجم خطورة المهمة، التي سيقبل بها، بريق المواقع والكراسي يجب ألا يخطف أبصاركم ياسادة لأنها ستؤدي الى التهلكة أمام شعب ملَّ الصبر على كل شيء، لا الأسماء ولا المراكز ستحمي أصحابها، وحدها برامج التغيير والانجاز والعمران واعادة الحياة الى واقع الدولة العراقية بشكلها الحقيقي وليس كما نراه اليوم.
الأجيال الجديدة اصبحت تراقب وتقارن وتبحث مع ما يجري في بلدان العالم من تطور وعمران مقارنة ببلدهم العراق، حتما أنها ملفات شائكة وصعبة تنتظر أن يبت بأمرها ولن تقبل الترحيل ولا التأجيل، فهل يعلم من يزاحم على الرئاسة بهذا الأمر، أم يظن أنها ستمر كما في سابقاتها من 
الحكومات. 
التفكير في برامج وحلول حقيقة لا ترقيعية وفض مشكلات رئيسة أنهكت العراقيين، هي الخلاص الوحيد الى بر الامان وعدم جر البلاد الى موجة من الاحتجاج والاختلاف، ستكون مختلفة عن  سابقاتها. 
البرنامج الحكومي يجب أن يكون قبل الأسماء وليس بعدها، وأصحاب الهمم والانجاز قبل المنتفعين والفاسدين، بغير هذا لن يقف الشعب مع أي حكومة قادمة وستكون الهوة 
كبيرة.