«وارث} الأولى في علاج الأورام السرطانية في البلاد

العراق 2022/01/17
...

 كربلاء: سعد السماك
تربعت مؤسسة "وارث الدولية لعلاج الأورام" التابعة للعتبة الحسينية على عرش هذا الاختصاص النادر من خلال برنامج وطني متطور ومتكامل لعلاج الأورام السرطانية، بينما كشفت المؤسسة لـ"الصباح" عن البدء في شباط المقبل بإنتاج المادة المشعة من خلال "مفاعل مصغر" جرى إنشاؤه تحت رعاية وأنظار "المنظمة الدولية للطاقة الذرية".
وقال رئيس قسم الأورام بمؤسسة "وارث" فواز سعد العلوش لـ"الصباح": إن "افتتاح المؤسسة جهازي المعجِّل الخطي (LINAC) في مختبراتها في كربلاء بالربع الأخير من عام 2021، يمثل علامة بارزة مهمة في مبادرة المرجعية الدينية العليا  الرامية إلى تجديد مشروع الطب النووي ومختبرات التطبيقات النووية بالعراق".
وكشف عن أنه "لأول مرة في تاريخ العراق الطبي، سوف تصنع مؤسسة وارث (المادة المشعة) في مختبراتها، وبالتحديد بحلول شباط المقبل، وذلك بواسطة المعجّل (مفاعل صغير) أنشئ تحت نظر (المنظمة الدولية للطاقة الذرية)"، مبيناً أن "المواد المشعة  تفقد 30 % من خاصيتها العلاجية والإشعاعية خلال النقل من منشأها إلى العراق، مما جعل الأطباء والخبراء يفضلون تصنيعها في المؤسسة بدعم مباشر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي".
وبين أن "إدخال جهازي البت سكان (PET-CT)، وهو الجهاز الأحدث لعلاج الأورام في العالم، يشكل فرصة ثمينة  للمرضى داخل وخارج العراق ولذويهم، ويؤمن علاجاً متعدد التخصصات لمرضى السرطان من الجراحة إلى العلاج الكيميائي إلى العلاج بالإشعاعات"، وأوضح أن "الجهاز يدمج الرنين المغناطيسي بالعلاج الإشعاعي، وهو الأفضل بتقنياته التي تسمح برؤية الأورام بدقة، حيث تجمع بين التصوير والعلاج الإشعاعي الموجه لتتبع مراحل إيقاف انتشار الورم أثناء العلاج وتوجيه حزمة الأشعة من دون تأثيرات جانبية على المريض"، وأشار إلى أن "الجهاز يوفر القدرة على معالجة 45 نوعاً من الأورام، مما سوف يدعم جهود الأطباء من جميع الاختصاصات بمعالجة آلاف المرضى ويفتح أمامهم باباً جديداً من الأمل، عبر الحصول على العلاج المتكامل بضمنه الطب النووي الذي  يتعامل مع المواد المشعة كأدوية في مكان واحد".
من ناحية أخرى، أوضح المنسق الإعلامي للعتبة الحسينية جمال الشهرستاني في حديث لـ"الصباح"، أن "المركز الإشعاعي في مشفى وارث يعالج يومياً بحدود 140 من  مرضى السرطان بجميع أنواعه، مع توفر  الطاقة المتاحة التي تسمح بزيادة
15 % للمرضى يومياً من خلال المعجل الخطي (Siemens Oncor)".
وبين أن "جميع الخدمات العلاجية والصحية والأدوية تقدم مجاناً للأطفال بعمر 12 سنة فما دون، وللكبار تخفض الكلفة بحدود
50 %، وتختلف بحسب الأوضاع المالية للمرضى المراجعين للمؤسسة".
وأكد أنه "تنفيذاً لتوجيهات ممثل المرجعية العليا في كربلاء والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ مهدي الكربلائي ستطلق المؤسسة قريباً العلاج الإشعاعي والطب النووي والتداخل الجراحي للمرضى (مجاناً) من دون التقيد بالأعمار ولمدة عشرين يومياً"، مشيراً إلى "أنها المبادرة الثانية خلال الأشهر الخمسة من افتتاح المركز بالنصف الثاني من العام الماضي".
وبين الشهرستاني أن "العتبة الحسينية تتولى توفير الدعم الكامل لإدامة التشغيل للمعجلات والمختبرات المتقدمة وتوفير الأدوية التي تصل كلفتها أحياناً إلى نحو 7 آلاف دولار، بينما يتخطى سعر كورس الأدوية لمريض واحد 250 ألف دولار"، مؤكداً "الحرص على استيراد المواد والأدوية من المنشأ الأصلي بالحفاظ على الجودة والكفاءة وعدم تعرضها للأجواء الموثرة في سلامة نقلها وحفظها وفقاً للمعايير المعتمدة عالمياً".
وكانت العتبة الحسينية المقدسة، أطلقت أمس الأحد، حملة "علاجك بين أهلك" لتقديم الخدمات الصحية مجاناً في المناطق الفقيرة في ناحية الحيدرية بمحافظة كربلاء المقدسة لتصل إلى جميع محافظات العراق.
وقال المشرف على العيادات المتنقلة في العتبة الحسينية المقدسة بهاء الوائلي: إنّ "العتبة أطلقت حملة (علاجك بين أهلك) كمبادرة إنسانية لتقديم لخدمات الصحية الأولية والفائقة مجاناً للمواطنين من ذوي الدخل المحدود"، مؤكداً، أن "الحملة تستهدف المناطق النائية والقرى والأرياف البعيدة عن مراكز المدن، إذ تتضمن هذه الخدمات عيادات طبية متنقلة تحتوي على أجهزة طبية ومختبرية حديثة".
وأضاف، أن "الحملة ستجوب أغلب مناطق العراق وأنها انطلقت من مدينة كربلاء باتجاه محافظات الفرات الأوسط وستشمل جميع المحافظات"، موضحاً، أن "الحملة تأتي كخطوة لدعم المؤسسات الصحية في البلاد وضمن ستراتيجية العتبة الحسينية المقدسة في دعم وزارة الصحة".
 
تحرير: محمد الأنصاري