صنّاعُ الخير في العالم الرقمي

آراء 2022/01/19
...

 سرور العلي 
 
لا شكَّ أن فاعلي الخير، والمبادرين بالحملات الإنسانية، متواجدون في كل مكان، وفي أي مجتمع ومع التطور الحاصل في التكنولوجيا، وتسارع العولمة، خاصة أن تلك الوسائل أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، برز هؤلاء في منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما في موقع "يوتيوب" الشهير، إذ يقوم العديد منهم بإنشاء قنواتهم الخاصة، لجمع التبرعات والمساعدات، من ثياب ووجبات غذائية، وأثاث وأجهزة منزلية ونقود، ويسهم الخيرون بهذا التبرع، وعرض احتياجات المتعففين والمرضى، كاليوتيوبر حسن سلمان الشهير بـ{أبو فلة}، إذ يؤدي دوراً مهماً في هذه المنصات، ويتابعه الملايين على محتواه الإنساني، ويقوم بمبادرة كبيرة بالاشتراك مع مفوضية اللاجئين، لتوفير لهم جميع ما يحتاجونه، ومساعدة النازحين، وخلال ثمانية وعشرين ساعة فقط، تمكن من جمع مليون دولار من الجمهور المتابع له.
كذلك وقوف الكثيرين مع قضية الأميرة مريم، إذ أصبحت قضية رأي عام في السوشيل ميديا، ومساندة العديد من المشاهير والمؤثرين لها، وتقديم جميع الدعم المادي والمعنوي، وكان آخرهم الفنانة الهام الفضالة، التي تبنت حالتها، وقررت دعمها بكل ما تحتاجه من إجراء عمليات تجميل وغيرها.
كما يستعد موقع "إنستغرام"، لطرح تقنية جديدة تسهم في دعم الأعمال الخيرية، وذلك عبر انشاء مجموعات خاصة بالمتبرعين، وإقامة الحملات الخيرية، وتشكيل المنظمات التطوعية، لضمان زيادة الأنشطة التي تصب في مصلحة الإنسانية. 
وكل ذلك يؤكد أن التواصل الرقمي بدأ يتجه باتجاه نشر المحتوى الإيجابي، والاهتمام باحتياجات، وقضايا الشعوب المصيرية، بدلاً من هدر الوقت، والانشغال بمحتويات فارغة، تسهم بنشر الظواهر السلبية في المجتمع، لا سيما أننا المسؤولين عن نشر المحتوى التافه، من خلال التفاعل معه، ومشاركته على حساباتنا الشخصية، في حين 
ينبغي إعطاء قدر كبير من الأهمية لمن يقومون بنشر المعلومات القيمة، ومتابعة من يقودون المبادرات الخيرية، ومن توجهه إنساني وهادف، ومن الضروري توعية الأسر والأطفال، وإبعادهم عن أي محتوى لا يعود على المجتمع بالنفع، خاصة أن المحتوى السلبي على منصات الإنترنت، يسبب باعتلال الصحة العقلية، والإصابة بالقلق والاكتئاب والإرق، وزيادة نسب الانتحار بين 
الشباب.