رحلات محفوفة بالمخاطر بسبب المخلفات الحربيَّة

العراق 2022/01/20
...

  السماوة: احمد الفرطوسي
 
لقيَ راعي أغنام مصرعه إثر انفجار مخلف حربي في منطقة "الكيلو 80" على طريق الجميمة في بادية المثنى خلال الأسبوع الماضي، أعقبه حادث مشابه يوم الأحد الماضي لفتى من أهالي المثنى وتحديداً في منطقة "العظامي" ليكون الحادث الثاني من نوعه خلال أيام.
وكانت للحروب العبثية التي خاضها النظام المباد آثارها في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن الآثار البيئية المدمرة التي بقيت إلى اليوم تشكل العنصر الأبرز الذي يهدّد حياة الإنسان .
ومحافظة المثنى واحدة من المناطق التي شهدت على أرضها معارك من أحداث 1991 إلى أحداث 2003 . وهذه المعارك تركت مخلفات كبيرة منها حقول الألغام والقنابل العنقودية والقنابل غير المنفلقة التي ما زال الأهالي يدفعون أثمانها باهظة بأرواحهم.
أحمد الجشعمي من سكنة ناحية بصية يقول لـ"الصباح": "لقد شهدت بادية المثنى أحداث حربين مدمرتين (1991 - 2003)، تركتا مخلفات حربية، أودت بحياة الكثيرين، كالقنابل غير المنفلقة وفقاً للسياقات الستراتيجية، باعتبارها منطقة مهمة ومحورية في الحسابات العسكرية، بسبب بعدها عن مركز المدينة وكونها منطقة حدودية، إضافة إلى أنها وحدة إدارية ، وما لها من تأثير في الحرب النفسية . 
ويضيف أنَّ "دخول جيوش التحالف في حرب الخليج الثانية للعراق من خلال قضاء السلمان، الذي تتمركز ضمن إطار وحدته الإدارية وحدات عسكرية مختلفة تعود للجيش العراقي السابق آنذاك، دفع قوات التحالف لاستخدام بعض الأسلحة المحظورة وقصف الوحدات العسكرية بالقنابل المختلفة، ومنها ما يقع بشكل عشوائي؛ الشيء الذي خلّف حقولاً عدّة من القنابل غير المنفلقة التي تسببت بقتل عدد غير قليل من الرعاة البدو، وبعض الآليات المدمرة والمتروكة التي تعود للجيش السابق.
بدوره أوضح مدير بيئة المثنى يوسف سوادي لـ"الصباح" أنَّ "الفرق الزائرة لتلك المناطق قامت بإعطاء محاضرات توعوية بمخاطر الألغام على حياة أبناء محافظة المثنى لاسيما في فترة هطول الأمطار في بادية السماوة الجنوبية التي بدأت تنتعش أجواؤها مما يدفع أبناء المحافظة لإجراء جولات سياحية في تلك المناطق المزدهرة. أما الخبير البيئي سلمان قاسم فيرى أنَّ "المشكلة الأولى تكمن في الحكومة، إذ لم تتخذ إجراءات كافية في رفع المخلفات والمقذوفات الحربية، خاصة في المناطق الصحراوية والزراعية التي عادة ما تكون بعيدة عن أطراف المدن، بذريعة أنَّ هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل حتى يمكن الانتهاء منه". 
أما المشكلة الثانية فتتمثل "بالناس وثقافتهم التوعوية، إذ لا يدرك بعض سكان تلك المناطق  خطورة أن يقع أحدهم ضحية تلك المخلفات، خاصة إن حاولوا تدشين مناطق جديدة، كرعاة الأغنام، الذين تتركز مهمتهم بالأساس على توفير لقمة العيش فحسب".