الأمانُ مساحةٌ دبلوماسيَّة للثقافة

آراء 2022/01/21
...

 قاسم سبتي*
 
أثبتت الأحداث المتعاقبة على العراق باحتدامها المتواصل، منذ مطلع الثمانينيات الى الآن.. حروب و{عقوبات دولية – حصار» وإرهاب، مع كل هذا الاحتدام ظل الخطاب الجمالي أبلغ من نظيره السياسي، الذي يعجز عن تخطي حاجز القطيعة بين حكومتين، بينما الجمال لا تحده قرارات متأزمة أو قطيعة سياسية.. فتنة السحر الإبداعي.. كونية.. عابرة للمواقف والأزمات الدبلوماسية، بدليل لوحات وأفلام وأغانٍ واردة من بلد معادٍ الى بلد آخر يناصبه الخلاف، يطلع عليها الشعبان اللذان تتقاطع حكومتاهما... ربما حتى عسكرياً.. يشاهدون اللوحات والافلام ويستمعون للأغاني ويتابعون الرياضة ويشجعون نوادي تبادلاً، غير معنيين بمآل السياسة، التي يتصدى لها المعنيون بها.. يمثلون أنفسهم ومواقف أحزابهم وليس هوى الشعب وميوله الجمالية.
بلاغة الحوار أشد نفاذاً برهافة، من مشاعر تلقى أصداءها إحساساً لدى الآخر... وهو ما حققته مساحة الأمان الممتدة في العراق حالياً، حيث لمست الطمأنينة التي تتنقل بها الهيئات الدبلوماسية بين الانشطة الموسيقية والتشكيلية والسينمائية والندوات الثقافية، التي تنظمها جهات رسمية وثقافية ومجتمعية في العراق.
لفت انتباهي الى ذلك لقاء وزير الثقافة د. حسن ناظم، مع السفير المصري، وحضورالمستشار الثقافي الأميركي، وهيئات دبلوماسية افتتاح معرض جمعية التشكيليين السنوي للرسم، ومنهم السفراء البريطاني والأسترالية والسويدي ومعاون ممثل اليونسكو 
وآخرون.
والحال تؤكد رسوخ أمن مستتب في العراق، يمكّن تلك الشخصيات من التجول بحرية، في أنحاء عدة من دون وجل ولا ريبة؛ لأن الإصغاء للموسيقى وتأمل أعمال تشكيلية يتطلب مزاجاً رائقاً وإحساساً مطمئناً، وإلا ما كانت تلك الهيئات لتقدم على التجول بين القاعات والمراكز الثقافية ما لم تتأكد مجساتها المعتمدة رسمياً من عدم إحتمال تعرضها لأي خطر.. ولا واحد 
بالمئة. 
 
  *رئيس جمعية التشكيليين