مخرجات تشرين وبرلمانها!

آراء 2022/01/23
...

 عبدالأمير المجر 
 
من خلال متابعتي لمنشورات وتعليقات عدد غير قليل من الأصدقاء والزملاء على الفيسبوك، ممن يطرحون انفسهم مهتمين بالشأن العام، توقفت عند مسألة قد يبدو طرحها حساسا، لكني أرى أن المصارحة فيها ضرورية.. فالبعض وللأسف يبدو لي أنه لم يقرأ جيدا المخرجات النسبية المهمة لثورة تشرين، وأقول نسبية، لإيماني بأن الثورة مستمرة في ميدان الدولة وإنها على طريق الاصلاح الذي لمسنا بداياته في الانتخابات الاخيرة التي لولا دعوات المقاطعة، لكانت نتائجها أفضل، ومع ذلك فالذي تحقق يمثل بداية لتغيير قادم، أوسع وأشمل .. بكل صراحة ووضوح نقول: إن من بين دوافع الشباب ممن قاموا بثورة تشرين، هو التوق لتحرير القرار السياسي من هيمنة القوى الخارجية التي تحكمت به وتسببت بإعاقة الدولة وتخلفها. وهذا لا يأتي دفعة واحدة وإنما على خطوات، اي تغيير رأس السلطة الذي تغير فعلا ومن ثم الإشتغال على بناء المؤسسات الفعّالة للدولة بما يجعل صاحب القرار، الذي سيأتي برؤية مختلفة عما كانت عليه قبل ثورة تشرين، قادرا على الانطلاق بعملية الاصلاح الذي بات ممكنا، بعد أن كان شبه مستحيل قبل الثورة، وسيتحقق الافضل مستقبلا بعد أن تصبح الحكومة المقبلة بمؤسساتها المفصلية قوية وقادرة على حصر السلاح بيد الدولة، وتنتهي من بقايا الدواعش وتضبط أمن الحدود والمنافذ الأخرى بشكل افضل، وهو ما تسير عليه الآن بخطى ملموسة، يرفدها واقع سياسي جديد مقبول ومدعوم ايضا إقليميا ودوليا وبرلمان مختلف بالتاكيد.. نعم، لا أحد يقول إن الحياة أصبحت بعد الثورة مباشرة وردية، فالمواطن ما زال يعاني، لكن الأكيد أن ثمار تشرين في الطريق.. والأهم من كل هذا إنها باتت ثقافة شعبية راحت تتسابق لتبنيها حتى القوى السياسية الرافضة لمشروعها في البداية، وصارت تلوذ اليوم بمخرجاتها لكي تكسب عطف الناس، وايضا أن امكانية عودتها للساحات ممكنة جدا، اذا ما اخفقت حكومة ما بعد الانتخابات المبكرة في المضي بالإصلاح وتلبية تطلعات الشعب!