القصاص من الإرهاب

آراء 2022/01/25
...

 د . صادق كاظم
 
لا يمتلك تنظيم داعش من الوسائل الاجرامية للتغطية على هزائمه وانكساراته سوى القيام بعمليات غادرة، تتمثل باختطاف المواطنين العابرين وقتلهم، ومن ثم التمثيل بجثثهم في أحط وأخس سلوك انساني يمثل غاية في الدناءة والاجرام المتواجد في داخل عقول أفراد هذه العصابات 
المريضة. 
من الواضح إن هذه العصابات بعد طردها من المواقع والمدن، التي كانت تسيطر عليها في الماضي باتت تلجأ الى اسلوب الهجمات المنفردة والمتباعدة، والتي تحدث في الوقت نفسه اضرارا وهي تركز في عملياتها على مناطق ديالى وصلاح الدين والموصل، ومن الواضح إن الجهد الأمني والاستخباري لقواتنا الامنية، كان ولا يزال يقف بالمرصاد لتلك العمليات ويعمل على اجهاضها باستثناء بعض الخروق، التي أدت الى وقوع خسائر في صفوف القوات الأمنية. 
إن رد الفعل على العمليات الاجرامية التي تقوم بها تلك العصابات في بعض المناطق والمتمثلة بشن عمليات ملاحقة ومطاردة وتمشيط لملاحقتها والاقتصاص منها ليس كافيا، بل إن الامر يتطلب تطويرا لتلك العمليات والى عمليات استباقية واسعة، مبنية على أسس ومعلومات استخبارية دقيقة للوصول الى الملاذات التي تقيم بها تلك العصابات والقضاء على أوكارها بشكل نهائي.
إنَّ عدد عناصر داعش المنتشرة في مختلف المناطق يعد كبيرا ويشكل ايضا تهديدا, لكن القدرة القتالية الكبيرة لقواتنا الأمنية ولقوات الحشد الشعبي تحول دون قيام تلك العصابات بشن عمليات كبيرة، كالتي جرت في العام 2014، لكنه بالمقابل لن يمنع من قيامها بشن عمليات استنزاف وهجمات مختلفة في مختلف المناطق، للتأثير نفسيا في تلك القوات وانتزاع السيطرة على تلك المواقع من جديد، وهو أمر تدركه قيادات العمليات التي تعمل بشكل دوري ومتواصل على القيام بعمليات ترصين للمواقع اولا، ومن ثم القيام بأعمال التمشيط والملاحقة 
ثانيا. 
ومن الأمور السلبية التي تحسب على عمليات التعقب والمطاردة والتصريحات والاعلان المبكر والمسبق، لتلك العمليات في وسائل الاعلام وتحديد المناطق، التي تتم فيها هذه العمليات وهو امر خاطئ عسكريا واستخباريا، حين يتم الكشف عن محاور العمليات، بل من المفروض أن تتم تلك العمليات بسرية ويتم الاعلان عن نتائجها فقط بعد الانتهاء منها وليس العكس.
اقتدار قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي في درء العدوان على البلاد والتصدي لعمليات عصابات داعش كفيل بمنعها من مواصلة اعتداءاتها وجرائمها، حتى وإن تمكنت من تنفيذ بعض الأعمال الإجرامية هنا وهناك، لكنها ستبقى وصمة عار في سجل جرائم تلك العصابات المنبوذة، التي جاءت لتنشر فكرها الظلامي المتخلف الهمجي، الذي سيندثر ويزول وستبقى بلادنا عصية على زمر الاجرام والارهاب والتخلف.