دماء الشهداء ليست سدىً

آراء 2022/01/25
...

 صباح محسن كاظم 
الاعتداء الإرهابي الذي طال جيشنا المظفر في ديالى، وذهب ضحيته أقمار عراقية، كما بمناطق أخرى بالفترة المنصرمة.. كل ذلك يثير الأسئلة والفرضيات الصحيحة لمعالجة الأمن الداخلي، فالمراجعة الدؤوبة بالرؤى الحقيقية لدحر المرتزقة تسد الثغرات والخسارات
 
فلا قيمة للجان التحقيقية من دون معالجة أسباب الإخفاقات الأمنية المتكررة، فلدينا عشرات المراتب، والتجهيزات، والنثريات، والتخصيصات لوزارة الدفاع والداخلية والحشد، فالمخططات الواقعية هي الكفيلة بدحر الإرهاب، لا يعقل تقف عاجزة ونقدم الشهداء بين ألفينة والأخرى بشكلٍ مؤلمٍ أثار الرأي العام المحلي والعربي والدولي. 
كيف نوقف نزيف الدم الطاهر الذي يسيل كالنهر الثالث بالعراق، ثمة اشتراطات لنجاح الأمن الداخلي لايتحقق إلا بدعم جيشنا المظفر وشرطتنا الوطنية وحشدنا المقدس، من الأوليات تحصين المواقع العسكرية، وتعزيز السيطرات بأبراج مراقبة محصنة كونكريتية مع أجهزة استطلاع وترصد، فضلاً عن المراقبة الجويّة لحواضن الإرهاب بالوديان، والصحراء، والمرتفعات بسلسلة جبال حمرين وغيرها من المناطق المحصنة البعيدة بالتعقيدات الجغرافية، التي يتخذها القتلة ملاجئ محصنة بعيدة عن أنظار المدن، فمنها يتوغل القتلة للمناطق الرخوة بمدننا الآمنة. 
تكثيف الجهد الاستخباري من الحواضن التي آوت داعش، فالفكر المتطرف بلحظات يطل مكشراً عن أنيابه ومخالبه، لذلك يحتاج مجتمعنا الى الوعي الفكري والمعرفي والثقافي والإعلامي لعقود من العمل الجاد المخلص، لانتزاع روح العنف من القتلة. 
فسايكولوجية الإرهاب تتغذى من خلف الحدود لإيقاف التنمية بالعراق ومشروع الفاو وخط الحرير، لذلك يسعى الأعداء لشلّ العراق باختراقات أمنية دائمة لزعزعة الأمن، فالبيئة المستقرة تجعل الاستثمار أسهل وأنفع وأدوم. القضية الأهم التحالف بين القوى السياسية للوحدة بالمواقف، والتخلي عن المآرب الحزبية والقومية والأثنية الضيقة، بعدم التشرذم، وتشكيل حكومة عراقية وطنية هدفها حفظ العراق وتنمية الأقاليم بكل مدننا المنكوبة، يتساقط الشهداء هنا وهناك بشكل شبه يومي، وهذا الاستنزاف يعد ستراتيجية الانهاك والإحباط الذي يوجه ضد العراق 
المقدس. 
إن تنفيذ حكم العدل بالإرهابيين القتلة المحكومين بسجن الحوت من المطالب الشعبية، هؤلاء من قتل وفجر وذبح بلا دين ورأفة، دونوا أقوالهم وظهروا بالفضائية العراقية وغيرها، وغير نادمين على قتل فلذات الأكباد وجعلوا جيوشا من الأرامل والثكالى. ما ذنب الشهيد الذي تزوج الشهر الماضي بديالى الملازم ضرغام الكريطي.. أو شهيد الناصرية من آل جويبر حيدر علي نوري، التي تزف العشيرة كل فترة أحد شبابها كعشائر الناصرية الأخرى، الحزم والمتابعة والمراقبة لحواضن الإرهاب، والحدود السورية التي ينفذ منها التنظيم الإرهابي الداعشي، هو الكفيل بحق الدماء الزكية وحفظ قوى الأمن الداخلي سور الوطن.