أفيقوا أيَّها الساسة

آراء 2022/01/25
...

  جواد العطار
 
الخلافات السياسية حول نتائج الانتخابات التشريعية وما تبعها من تباين في الرؤى، بين حكومة توافق وحكومة اغلبية وعقد جلسة برلمانية اولى وانتخاب مجلس الرئاسة واعتراض قانوني عليها امام المحكمة الاتحادية، وتعرضات إرهابية لمقرات أحزاب ونواب في بغداد ومكتب نائب رئيس البرلمان في كركوك.. امور تؤكد أن الحوارات السياسية لم تفض الى نتائج نهائية بالاتفاق حول القضايا السياسية الجوهرية للمرحلة القادمة، بما ينذر بخطر جسيم على البلاد.
إنَّ الحوار البناء المثمر هو الخيار الوحيد أمام ساسة العراق، والركون الى طاولة تجمع كل الفائزين للتفاهم حول مستقبل السنوات الأربع القادمة وتقاسم الأدوار بين كل الفرقاء، سواء أ كانت حكومة ومعارضة برلمانية او حكومة توافق، يشارك فيها الجميع مثلما جرت العادة في الدورات الماضية هو الخيار الوحيد المطروح للخروج من عنق زجاجة الأزمة الحالية، أما أن تبقى المور معلقة او تفرض رؤية واحدة على الشركاء، فإننا قد نذهب الى ما لا يحمد عقباه.
استفيقوا أيَّها الساسة، فالخلافات بين المكونات او داخل المكون الواحد لن تخدم المواطن والعراق مع عظم التحديات المطروحة، ولن تخدم الساسة أنفسهم اذا كانوا قد نسوا هيجان الشعب على الأوضاع في تشرين الاول اكتوبر من عام 2019 او تناسوا الخلاف على رئاسة الحكومة في ،2014 والذي أدى الى خروج ثلاث محافظات من سيطرة الحكومة الاتحادية.
واليوم ما زال الخطر محدقا فها هي داعش تعيد سيناريو 2014 نفسه بهروب إرهابيين من سجن في الحسكة السورية، وهجوم ارهابي مجرم أباد سرية في محافظة ديالى الاقرب على ابواب بغداد وخلف
11 شهيدا.
افلا تتعظوا من دروس الماضي؟ وتعلموا أن هناك من يتربص بالخلافات السياسية ليربك الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاستقرار النسبي، ويحقق مآرب لا تصب في مصلحة البلاد والعباد، فداعش ما زالت هناك تنتظر على الأبواب فاحذروا أيها الساسة تعميق الخلاف.