قاموسُ الحبّ في يوم الحبّ

العراق 2022/02/14
...

أحمد عبد الحسين
 
(الحُبّ) من الحُباب، وهو ما يعلو الماء أثناء المطر، وفيه معنى الغليان والاهتياج يفضي إلى (التعلّق) ثمّ (الهوى) سقوط القلب في هاوية، تتبعه (الصبوة) يتلوها (الشغفُ) ملامسة المحبة للقلب إذ الشغافُ غلافُ القلب، فيورثه (وجداً) وهو الحزن المبهم المقيم ما دام الحبيب والمحبوب اثنين، غير قادرينِ على أن يكونا واحداً، فيأتيه (الكَلف) فإذا ازداد صار (عِشقاً) وحين يتخلل كيانه جاءه (الجوى) كآبة العشّاق المتروكين للهجران، فيكون (دَنِفاً) أي مريضاً.
فإذا وقع المحبُّ طريح دنفه كثر (شجوُه) وأتاه (الشوق) الذي هو سَفَر الأرواح إلى بعضها من دون حراك، وبه يدخل الوهمُ مدار العاشق فيتراءى له أنه هنا وهناك في آن واحد، وهذه هي (الخُلابة)، وبها معنى الخداع والتوهم و(البلابل) أيْ الوساوس وتتخطفه (التباريح)، اي الشدائد والدواهي، و(السَدَم) وهو ندم العاشقين، ثمّ (الغمرات) سُكرُ القلب وتيهه، و(الوَهَل) وأصله الفزع و(الشَجَن) فيكون الحبّ (لاعجاً)، فإذا استقرّ فيه سُمّي (الوَصَب) وتناوب عليه (الكَمَد) و(اللَذع) و(الحَرَق) ما يورثه (السُهاد) الذي هو أرَقُ العاشقين.
(اللهفُ)، و(الحنين) و(الاستكانة) و(التُبالة) و(اللوعة) حطبُ هذه المحرقة التي لا يحسُّ بها إلا صاحبُها الذي يقاسي (الفُتون) وهو الحرقُ المطهِّر من كلِّ ما سوى المحبوب، إذ الفتنةُ إحراقُ المعادنِ الثمينةِ لتنقيتها، وباحتراقه يصيبه (جنونٌ) و(لَمَمٌ) و(خبلٌ)، فصار (رسيساً). ثم هناك (الودّ) المحبة المخلوطة بالرحمة والشفقة، و(الخلّة) ما يتخلل كل مسامات الروح، و(الغرام) الحبّ اللازم لزوم الدَين في عنق المستدين، و(الهُيام) العطش الذي لا يُروى، و(التدليه) ترك النفس جملة من أجل المحبوب، و(الوَله) شدّة التحيّر والاندهاش، وقال البعض: إن لفظ الجلالة مشتقّ منه، ثم إذا تمّ للعاشق ذلك وسلَك في هذه المراتب يتخطفه (التعبُّدُ) وهو الغايةُ والمنتهى.