واضاف مفتي وجود بيت الفال في اربيل في وقتها، حيث يأتي اليه ملوك الآشوريين ليكتسبوا التفاؤل في حملاتهم العسكرية، اذ تعرضت الى الكثير من أطماع الغزاة، ولكن دافع اهلها بكل قوة وشجاعة لاعتزازهم بمدينتهم وتاريخها. 

ومرت اربيل بفترات ازدهار ثقافي وأسهمت في اغناء الحضارة مثل بقية حضارة مدن العراق، كبابل القديمة وأور، وأكد «انها غنية بتراثها القديم ولكن حاليًا مهملة ولا يتم الاعتناء

بها». 

 

محلّة العرب

توجد في اربيل محلات قديمة، واحدى هذه المحلات تسمى محلة العرب، وهي من اقدم احياء مدينة اربيل، حيث يعود بناؤها الى القرن السابع عشر، وتشكل جزءا من الارث التاريخي والاثري لمدينة اربيل، وأوضح استاذ جميل جمال اسعد وهو اكاديمي مختص في مجال صيانة الآثار، أن هذه المحلة توجد بجزأيها القديم والحديث حاليا، وعاش فيها خليط من الاسر الاربيلية، وسبب تسميتها بمحلة العرب نسبة الى أول أسرة سكنتها كانت عربية، قدمت من شرق الموصل، وكانت تمتهن صناعة الخبز لأاصحاب المنطقة، ثم توالت الأسر العربية في القدوم ليصبح عددهم

50 شخصا. 

واضاف «تمتاز محلة العرب القديمة في اربيل بان بنيانها يتميز بالصلابة وذات أزقة ضيقة، وبيوتها صغيرة المساحة ذات طابع شرقي، ويوجد فيها الكثير من الكنائس، منها اليهودية والخانات والقبور التاريخية، وتطورت حاليًا، وتعدُّ من أكبر المحلات في اربيل». وتابع حديثه «وكان من المفترض أن تصنف على لوحات التراث العالمي ولكن تأجل الموضوع لأسباب

اقتصادية».

آثار المحلة

توجد في محلة العرب مقابر عديدة، فقد ذكر السيد كنعان من هذه المقابر المقبرة الآشورية، وتم الكشف عنها من قبل المديرية العامة للآثار والتي كشفت هذه المقبرة سنة 2006، ولفت استاذ جمال الى أنه كان من ضمن اللجنة التنقيبيّة التي كشفت المقبرة، وتوجد كذلك قبور اسلامية وقبر السلطان مظفر الدين كوكبري في العصر الاسلامي الحبكي، وكذلك قبر النبي عزير.

 

المقبرة الآشوريَّة

واكتشفت هذه المقبرة بالصدفة حسب قول جمال، وبين كيف اكتشفت عن طريق شخص يسكن هذه المنطقة وحفره لبئر للحصول على ماء، وانهار المكان الى الاسفل اثناء الحفر وسقط الى الداخل، وعندما حضرت اللجنة التنقيبة والتي كان جمال من ضمنها وتم التنقيب بالمكان، عثروا على بناء على شكل غرفة كبيرة بعمق 6 أمتار تحت الارض، ووجدوا ثلاث مقابر داخلها طابوق و45 قطعة أثرية، وبقية من عظام لأشخاص آشوريين. 

ويضيف سيد كنعان في كيفية تعرفهم الى ان هذه القبور تعود لاشوريين، لأنهم وجودوا طريقة وضع الموتى في القبور لا تطابق الطريقة الاسلامية ولا طرق الزرادشتيين ولا بقية الأقوام الكردية في كيفية وضع الميت في القبر، فالاشوريون الوحيدون الذين يتبعون هذه الطريقة في دفن موتاهم بالاستلقاء على الظهر ووضع اليد على الصدر، وكذلك وجدت أدواتهم الشخصية بجانبهم، واضاف يعود تاريخ المقبرة الآشورية الى 911 قبل الميلاد، والتنقيبات ما زالت

جارية. 

 

ضريح النبي عزير

 النبي عزير هو احد انبياء اليهود واصله من يهود بابل، وبين سيد كنعان بأنه يعدُّ النبي الثاني من الناحية العلمية لانه علم الناس التشريعات التوراتية وأمور دينهم، ويعدُّ شخصا مشهورا. وقد ذكر في القرآن الكريم وقصته في سورة البقرة عندما توفاه الله 100 سنة ثم بعثه مرة أخرى، ويعتقد بأنه صاحب دعاء مستجاب، وأضاف بأنه قبل ان يتوفاه الله رجع الى العراق وبعدها الى أورشليم وعند سقوط الكلدانيين اعطى شاه ايران المسمى قمبيز لكل اليهود الاوامر ليرجعوا الى بلادهم، وكان من ضمن الذين رجعوا الى

بلادهم.

وتوجد عدة مواقع في مختلف المكانات لمقام عزيز، منها واحد في العمارة والآخر في اورشليم، وكذلك في أربيل يوجد مقام للنبي عزير، والمقام هو المكان الذي مر منه النبي 

زير.

 

المنارة المظفرية

وهي التي بنيت في زمن السلطان مظفر الدين كوكبري سنة 232 ميلادي حسب ما قاله سيد كنعان، واضاف بأن هذا السلطان حكم اربيل ٤٠ عامًا، وازدهرت اربيل في زمانه، وكان صهرا للقائد صلاح الدين الايوبي، وقد قام ببناء المنارة الوحيدة في ألعالم الاسلامي وارتفاعها ٣٦ مترا، ويوجد داخلها سلمان متداخلان، ويبلغ عمر منارة اربيل 700 سنة، وعرف في وقت هذا السلطان الاحتفال بالمولد النبوي كل سنة، وبعدها انتشرت هذه المناسبة، اذ يحتفلون بها كل العالم الاسلامي في كل سنة.