كركوك: محمد البغدادي
المخاوف الأمنيَّة من وجود مخيمات تضم أسر داعش في المناطق المتنازع عليها، دفعت القيادات العسكرية إلى إعلان حالة إنذار قصوى، وإصدار أوامر بالحيطة والحذر، لمنع أي تحرك أو مخطط إرهابي قد يستهدف هذه الأماكن.
هذه الإجراءات المشددة، رافقها تنسيق أمني بين قيادات العمليات المشتركة وقوات البيشمركة، مما جعل الوضع في المناطق ذات الاهتمام المشترك مستتباً، وفق ما أوضحه قائد عمليات كركوك الفريق الركن علي الفريجي، داعياً في تصريح لـ"الصباح"، إلى تبادل المعلومات وتفعيل العمل الاستخباري.
ولفت الفريجي إلى أنَّ "عناصر عصابات داعش ينحسر تحركها في الوقت الراهن في تلك المناطق التي تشهد خروقات أمنية"، وبينما بالمزيد من العمليات الاستباقية في المناطق التي تنوي العصابات استهدافها، أشار إلى بعض التحركات لقيادته إلى جانب الطلعات الأمنية التي تقوم بها قيادة العمليات المشتركة بين الحين والآخر لمنع أي تحرك للعصابات.
تطمينات قيادة كركوك قابلتها مخاوف طرحها العميد في وزارة البيشمركة عثمان مصطفى، محذراً من هروب المزيد من عناصر داعش من سجون الحسكة والسجون العراقية التي تضم حتى الآن مئات المعتقلين والمقبوض عليهم.
وأكد وجود مخابئ لعصابات داعش في المناطق المتنازع عليها تستوعب الكثير من عناصرها وتخزين العتاد. وأشار إلى أنَّ داعش شنت في فترات سابقة هجمات على محاور البيشمركة الأول والثاني والثالث قاطع كركوك ذهب ضحيتها العديد من مقاتلي البيشمركة بين شهيد وجريح.
تزايد المخاوف من إمكانية عودة داعش بقوة إلى المناطق المتنازع عليها أثارها أمين عام البيشمركة الفريق جبار ياور، موضحاً لـ"الصباح"، أنَّ الأوضاع الأخيرة في الحسكة وعمليات عصابات داعش الإرهابية في منطقة العظيم تعطي مؤشراً على ما سوف يحدث لاحقاً من عمليات إرهابية أخرى، كاشفاً عن عقد اجتماعات متتالية مع أمراء الألوية والمحاور وقوات البيشمركة كافة للتحذير من هجمات داعش.
وأضاف ياور أنَّ قواتنا تنتشر من خانقين على طول الحدود الإيرانية إلى منطقة سحيلة على طول الحدود السورية 560 كيلو متراً وتم توجيهها بأن تكون على حيطة وحذر وفي حالة إنذار قصوى، معرباً عن خشيته من وجود مخيمات تضم أسر داعش في المناطق المتنازع عليها ووصفها بـ"القنابل الموقوتة."
من جانبه، قال عضو العدالة والديمقراطية في كركوك محمود كركوكي، لـ"الصباح": إنَّ الحشد الشعبي تلمس قبل جريمة العظيم شيئا ما سيحدث وهو ما وقع بالفعل باستشهاد كوكبة من المقاتلين في نقطة التفتيش، لافتاً إلى أنَّ كركوك لا تبعد كثيراً عن المخططات الإرهابية الطامحة باقتحامها، مطالباً بتوفير الحماية الكافية ووضع تدابير أمنية أكثر فاعلية لمنع تكرار سيناريو نينوى.
ويرى مراقبون وسياسيون في كركوك أنَّ العمليات الاستباقية هي السبيل الأنجع للحد من هجمات وتعديات داعش.
وقال عضو التحالف العربي في كركوك عزام الحمداني لـ"الصباح": إنَّ أهمية الهجمات الاستباقية على داعش ستقوض قدرتها على شن هجمات وستحد من تمددها في مناطق من كركوك واتخاذها ملاذاً آمناً كونها ذات طبيعة وعرة ويصعب اقتحامها إلا بطلعات جوية مدمرة.
تحرير: عبد الرحمن إبراهيم