السماوة : الصباح
لجأ فلاحون في البادية الجنوبية إلى تشغيل المضخات المائية على الآبار بالاعتماد على الألواح الشمسية، لضمان الاستمرارية والديمومة لعمليات السقي للمزروعات والأراضي.
المزارع رياض حسن وداي يقول لـ"الصباح": "لجأنا إلى اعتماد الطاقة الشمسية مؤخراً بسبب بعد المناطق الزراعية في بادية المثنى عن مراكز المدن ومصادر الطاقة الكهربائية بالإضافة إلى الابتعاد عن مضخات الوقود بسبب ارتفاع أسعار الوقود والأعطال الناجمة عنها في محركات السقي".
ويضيف أن "الطاقة البديلة تمتاز باستمرارية العمل وتفي بالغرض لكون أجواء البادية غالباً ما تكون ملائمة لألواح توفير الطاقة الشمسية، ونعتمد عليها في أوقات النهار لأنها توفر كميات كبيرة من المياه المستخدمة في سقي المزروعات".
ويبدو أن التحول الجديد يتطابق مع الاتفاقيات الدولية الخاصة بتقليل انبعاثات الهواء والحد من الملوثات، عبر استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة سيما أن معدل توافر ضوء الشمس يعد مناسباً في البيئة العراقية للتوسع في ميدان انتاج الطاقة الكهربائية وبشكل خاص في الحقول الزراعية النائية والبعيدة عن شبكات نقل وتوزيع الكهرباء.
أما المزارع علي لطيف فانه يرى لـ"الصباح"، أن "الجانب الإيجابي لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل مضخات الماء المعتمدة في الآبار الارتوازية هو قلة الأعطال والاستغناء عن الوقود، كذلك الكهرباء المتولدة منها ذات طاقة عالية ومستقرة تماماً، ونستطيع استخدامها في زراعة مساحات واسعة وبكلف قليلة، وذات مردود اقتصادي عال، حيث يتم استخدام الطاقة البديلة في الكثير من المشاريع الزراعية والحقول الانتاجية خصوصا في بادية المثنى.
والاستعانة بالطاقة المتجددة عدت من قبل متخصصين خطوة يمكن القول أنها ريادية في البادية الجنوبية فالمؤشرات التي اقتنع بها المزارعون أنها مهمة وقادرة على دفع الانتاج الزراعي إلى الأمام بعيداً عن تأثيرات شبح نقص الوقود أو تذبذب التيار الكهربائي.
ويقول المهندس حسن علي من مديرية زراعة المثنى لـ"الصباح":إن "مديريتنا تشجع الفلاحين على استخدام مصادر بديلة بدلاً من استخدام الوقود، حظوظ الطاقة الشمسية لدينا في العراق وساعات النهار الكبيرة تساعد أيضاً في هذا المجال، بحيث تكفي لتوفير طاقة كهربائية تستخدم في زراعة مساحات شاسعة وتحقيق الأهداف الانتاجية".