البيتان «الشيعي والكردي» يبحثان عن مخارج للأزمة

العراق 2022/03/03
...

 بغداد: هدى العزاوي 
 
تعاني العمليَّة السياسيَّة انسداداً ومشكلات عميقة في البيتين الشيعي (التيار الصدري والإطار التنسيقي) والكردي (الديمقراطي والاتحاد)، وتسعى الأطراف والكتل في كلا البيتين وأطراف أخرى للبحث عن حلول وطرح مبادرات للخروج من هذه الأزمة.
وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني نهرو راوندوزي في حديث لـ"الصباح": إنَّ "الخلاف في البيت الكردي على انتخاب رئيس الجمهورية ليس وليد اللحظة، بل هذا الخلاف كان حاضراً وعانينا منه في الدورة السابقة عام 2018، وقد عملنا على المصالح المشتركة وكانت في ذلك الوقت عملية ديمقراطية واستحقاقاً انتخابياً شعبياً لكل حزب بفوز برهم صالح".
وبين أنَّ "الحزب الديمقراطي حصل على أكثر من 30 مقعداً في حين أنَّ حزب الاتحاد الوطني حصل على 13 مقعداً، وهذا يضع الحزب الديمقراطي أمام مسؤولية جديدة، والناخب يطلب أن تحصل على استحقاقك الانتخابي وتمارس دورك حسب الاستحقاق".
مختتماً حديثه أنَّ "الحزب الديمقراطي الكردستاني عقد الكثير من الاجتماعات للخروج من هذه الأزمة سواء كان على مستوى داخل التحالف أو خارجه ومع الإطار والاتحاد الوطني والقوى الكردية الأخرى، فالبيت الكردي يسعى إلى التوافق خدمة للمصلحة العامة".
من جانبه، أوضح الباحث في الشأن السياسي الدكتور عدنان السراج في حديث لـ"الصباح" أنَّ "الانسداد السياسي موجود وسيستمر لحين الاتفاق على تشكيل القوى السياسية المشتركة سواء كانت شيعية أو كردية، ولعل الإطار التنسيقي ضمن ستراتيجية عمله يسعى لتشكيل الكتلة الأكبر بالتحالف مع التيار الصدري من أجل تشكيل الحكومة واختيار رئيس الجمهورية، وبالتالي نجد أنَّ أي عمل يتم خارج هذا النطاق سيكون (تهميشاً شيعياً) وبالتالي إضعاف الواقع الشيعي بعدم القبول بمضي العملية السياسية، هذا من جانب"، ومن جانب آخر يرى السراج أننا "اليوم أمام حالة جديدة بعد قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية من قبل رئاسة مجلس النواب، فاليوم مجلس النواب من سيقرر، وسيكون هناك نوع من المضي في التحالفات لرسم خارطة الطريق لتحديد رئيس الجمهورية".
وأضاف أنه "في ما يتعلق بالقوى الكردية فعليها أن تحسم أمرها وتعيد الصياغات للتحالفات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد"، مبيناً "نحن أمام رسم خرائط وتصورات جديدة لمستقبل العلاقات بين الأطراف الأخرى، فالتحالفات إذا ما بقيت على هذا الشكل سيزداد عمق الخلافات وسنكون أمام فراغ سياسي لا يمكن قبوله في ظل تعلق الأمر بالموازنة أو الوضع الأمني ، وبالتالي على القوى السياسية أن تسرع بتشكيل الحكومة والاستحقاقات الأخرى من دون تهميش طرف دون آخر".
أما عضو المكتب الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني كاروان أنور فأشار في حديث لـ"الصباح" إلى أنَّ "موضوع تشكيل الحكومة يواجه في كل مرة عدم سهولة بسبب الواقع العام، خاصة في ظل تعدد المكونات والمعتقدات والمذاهب والقوميات والأديان، لذلك ليس من السهل تشكيل الحكومة بين ليلة وضحاها، ولكن هذه المرة المسألة تعقدت أكثر بحكم عدم انسجام الكتل السياسية وعدم توحيد مكونات البيت العراقي".
 
تحرير: محمد الأنصاري