وفيات ومئات حالات الاختناق بسبب العاصفة الترابيَّة

العراق 2022/03/05
...

 بغداد: الصباح / النجف : حسين الكعبي / الديوانية: عباس رضا الموسوي

في وقتٍ سجلت فيه أقسام الطوارئ في مستشفيات بغداد والمحافظات عدداً من الوفيات ومئات حالات الاختناق وضيق التنفس بسبب العاصفة الترابية القوية التي اجتاحت البلاد، حذر متنبئون جويون من تكوّن عاصفة ترابية ثانية تؤثر في مناطق شمال ووسط البلاد. 

بالمقابل، دعا خبير بيئي إلى تحديد مناطق إثارة الغبار وتشجيرها أو إقامة مشاريع سكنية أو صناعية فيها للتقليل من حدة العواصف الترابية.
واستمرت العاصفة الترابية التي ضربت معظم مناطق البلاد ليلة الخميس أكثر من ست ساعات وأدت إلى انعدام الرؤية وصعوبة التنفس بسبب الغبار الكثيف. 
وقال مدير عام صحة الرصافة الدكتور علاء كاظم المحمداوي:إنَّ "المستشفيات استقبلت على خلفية العاصفة الترابية أكثر من 1536 حالة اختناق".
وأوضح أنَّ "1506 حالات غادرت المستشفيات بعد تلقيها العلاج اللازم، بينما لاتزال هناك 29 حالة راقدة لصعوبة وضعها الصحي وحاجتها إلى العناية والمتابعة".
ولفت المحمداوي إلى أنَّ "المستشفيات سجلت حالة وفاة واحدة في مستشفى الكندي لأنَّ المريض كان بحالة حرجة جداً ولديه مضاعفات مما أدى إلى وفاته".
كما استقبلت مستشفيات الكرخ مئات الحالات التي تعاني صعوبات تنفسية واختناقاً جراء تلك العاصفة.
وفي النجف، قال مدير إعلام دائرة الصحة سالم نعمة لـ"الصباح":إنَّ "مئات حالات الاختناق وصعوبة التنفس راجعت المستشفيات، وامتلأت بها ردهات الطوارئ في مستشفيات الصدر والحكيم والحيدرية والمشخاب والسجاد والفرات الأوسط 
والمناذرة".
وأضاف أنَّ "معظم الحالات تلقت العلاج وغادرت، بينما تم تسجيل حالتي وفاة لرجل وامرأة من كبار السن وصلا إلى المستشفى بعد مفارقتهما الحياة، وكانا يعانيان مشكلات صحية". 
وبشأن العاصفة الترابية، قال رئيس قسم البيئة في كلية العلوم بجامعة الكوفة الدكتور محمد جواد الحيدري لـ«الصباح»:إنَّ "العراق يقع ضمن منطقة شبه استوائية صحراوية جافة، فيها مناطق إثارة للغبار وتؤثر فيها الرياح الموسمية، ومع انخفاض الضغط الجوي والتغيرات المناخية تظهر مثل هذه العواصف ". 
وبين أنَّ "الأحزمة الخضراء جيدة لكنها غير كافية، حيث تبرز الحاجة إلى تحديد مناطق إثارة الغبار وهي موجودة بمساحات واسعة في العراق، ثم نقوم بتشجيرها أو إقامة أي نشاط سكني أو صناعي أو تجاري فيها لتثبيت التربة، أو معالجتها بطرق حديثة من خلال مرشات المياه أو زراعة بذور قابلة للإنبات السريع في الصحراء". 
وأشار الحيدري إلى أنَّ "هذه الإجراءات يجب ألا تقتصر على العراق فقط، بل يجب أن تشمل  الدول التي تتأثر بالعواصف، وبالفعل تم عقد معاهدات واتفاقيات وتفاهمات مع إيران والكويت والسعودية والأردن وفلسطين، إلا أنها لم تطبق على أرض الواقع بسبب التجاذبات السياسية التي تعرقل العمل 
المشترك". 
من جانبه، قال مدير إعلام صحة الديوانية أحمد الشباني لـ"الصباح":إنَّ "العاصفة الترابية تسببت بحالات اختناق خصوصاً للأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل الربو وصلت إلى 750 حالة، إضافة إلى استقبال المستشفيات عدداً من الإصابات جراء الحوادث المرورية نتيجة كثافة الأتربة في الجو".
من جهته، حذر المتنبئ الجوي رضا الياسري ضمن توقعات تابعتها "الصباح" من عاصفة ترابية رملية ضخمة تكونت جنوب غرب الموصل مع حدود سوريا تسير باتجاه مناطق شمال ووسط البلاد.
تحرير: علي موفق