بغداد: مهند عبد الوهاب
بينما يستمر الجدل السياسي والانسداد معه بين القوى الكبيرة، يتسابق التحالف الثلاثي من جهة والإطار التنسيقي من جهة أخرى لتمرير مرشح كل طرف لرئاسة الجمهورية، فبينما يصر الأول على تمرير ريبر أحمد، أكد الثاني دعمه لمرشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، وبينما يؤكد الثلاثي على سهولة إمراره عبر الأغلبية المطلقة يراهن الإطار على "الثلث المعطل" في تمرير رئيس الجمهورية الذي يرتبط به أيضاً تكليفه "الكتلة الأكبر" ومن ثم المصادقة على شخصية رئيس الحكومة المقبل.
وعقد التحالف الثلاثي المكون من الكتلة الصدرية وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني اجتماعاً في العاصمة بغداد أمس الأحد، وقال النائب عن تحالف كتلة تقدم النيابية رعد الدهلكي: إن "اجتماع التحالف الثلاثي جاء كاجتماع دوري وبحث المستجدات، لاسيما أننا ذاهبون إلى مرحلة حل عقدة رئيس
الجهمورية".
وأضاف الدهلكي في حديث لـ"الصباح"، أنه "في الأيام القليلة المقبلة ستكون هناك بوادر انفراج للانسداد السياسي، وعلى الجميع أن يعي أن المرحلة المقبلة هي مرحلة أغلبية وطنية ومعارضة وطنية، وبدأت هذه المفاهيم تترسخ وهناك من يرغب في المشاركة وآخر يعمل على أن يدخل في المعارضة الإيجابية لدعم
الحكومة".
وبين أن "الاجتماع جاء لينظر في الخطوات السياسية المقبلة للتحالف لتمرير رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة والكابينة الوزارية"، وأكد أن " التحالف يدعم ترشيح الحزب الديمقراطي لريبر أحمد، بالتنسيق مع بعض الجهات السياسية تحت قبة البرلمان للمضي في هذا الترشيح أو ما يراه الديمقراطي مناسباً لخروج العراق من الأزمة".
من جانبه، بين المحلل السياسي الدكتور أياد عنبر أن "المواضيع بدأت تتضح ولا توجد خطوة إلى الوراء، وستأتي الخطوة الأولى بتمرير رئيس الجمهورية بعد أن انتهى العائق والجدل القانوني بشأنه، وفتح باب الترشيح مرة أخرى لمدة ثلاثة أيام".
وأضاف لـ"الصباح" أن "القضايا الأخرى تتعلق بكيفية ضمان تمرير مرشح منصب رئيس الجمهورية لاسيما أن الجلسة التي تم فيها فتح باب الترشيح كان فيها نصاب جيد ومن الممكن الحصول عليها في حال ترتيب نوع من الاتفاقات مع المستقلين لتمرير مرشح قوى التحالف الثلاثي لرئاسة الجمهورية".
وأشار إلى أن "الثلث المعطل سيكون رهاناً حاضراً، ومحاولة كسر فاعلية الثلث المعطل ستكون خيار قوى الأغلبية للذهاب بمشروعها"، ولفت إلى أنه "لغاية الآن لا توجد أية اتفاقات، وننتظر مخرجات اجتماعات التحالف الثلاثي هل يفتح الباب أمام مشاركة قوى أخرى أم سيكون هناك تأكيد على شروط أن الأغلبية هي الباقية".
في الضفة الأخرى من المعادلة، كشف الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية (عدا الكتلة الصدرية)، أمس الأحد، عن أمر غير معلن يتعلق بجلسة تصويت مجلس النواب على إعادة فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية.
وقال القيادي في الإطار النائب محمد الصيهود: إن "الحديث عن امتلاك التحالف الثلاثي الأغلبية المطلقة في البرلمان، غير صحيح، وهو بعيد عن الحقيقة والواقع".
وأضاف أن "جلسة تصويت البرلمان على إعادة فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، صوت أغلب نواب الإطار التنسيقي على فتح باب الترشيح، لكن هناك نواباً من الإطار رفضوا إعادة فتح باب الترشيح"، وبين أن "الأغلبية التي كانت في جلسة أمس الأول السبت، هي أكثرها لنواب الإطار وليس التحالف الثلاثي فقط".
تحرير: محمد الأنصاري