بغداد: الصباح
أحيا إقليم كردستان الذكرى الثانية والخمسين لاتفاقيَّة 11 آذار الموقعة عام 1970 بين الحكومة العراقية والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني في أعقاب انتفاضة للكرد، من أجل إنشاء منطقة حكم ذاتي، تتألف من محافظات أربيل والسليمانية ودهوك والمناطق المتاخمة الأخرى ذات الأغلبية الكردية.
واعترفت الحكومة في هذه الاتفاقية للمرة الأولى بالحقوق القومية للكرد مع تقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة واستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية.
ولم تحسم هذه الاتفاقية قضية كركوك التي بقيت عالقة بانتظار نتائج إحصاءات لمعرفة نسبة القوميات المختلفة في المحافظة .
وبهذه المناسبة، أصدر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بياناً عدَّ فيه الاتفاق أهمَّ إنجاز في التاريخ الجديد لنضال الشعب الكردستاني لنيل الحرية، مشيراً إلى أنَّ الاتفاق أصبح أول وثيقة قانونية تعترف بحقوقه المشروعة، وعلى الرغم من ندم السلطة العراقية آنذاك على إبرامه إلا أنه كان السبب في تعريف قضية شعب كردستان على مستوى العالم، وقاعدة للمكتسبات اللاحقة في الانتفاضة، وتأسيس الكيان الدستوري والاتحادي لإقليم كردستان.
وأضاف، “لو أنَّ السلطة في العراق آنذاك احترمت الاتفاق لكانت ستحمي البلد ومستقبل أجياله من العديد من الحروب والمحن، ولكان العراق عامة بلداً آخر مستقراً، ومزدهراً، ومتطوراً”، مردفاً بالقول: إنه “حاليا ينبغي لنا جميعاً في العراق أن نأخذ العبرة من ذلك، وأن نحافظ على النظام الاتحادي والحقوق الدستورية لمكونات العراق كافة، وأن نوفر حاضراً ومستقبلاً أفضل لأجيالنا».
بدوره، قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في بيان: إنَّ ثورة الشعب الكردستاني بقيادة الزعيم الوطني الخالد مصطفى بارزاني أجبرت الحكومة العراقية آنذاك على الاعتراف بجزء من حقوق شعب كردستان ومطالبه.
وأضاف أنَّ اتفاقية 11 آذار ما كان لها أن تتحقق لولا صمود بواسل البيشمركة وأهالي كردستان وتضحياتهم في خضم ثورة أيلول المجيدة التي تسطرت فيها كبرى الملاحم والمنجزات التاريخية، مبيناً أنَّ الاتفاقية برهنت على الرسالة الواضحة التي يجسدها شعب كردستان والتي تُظهر إيمانه الدائم بالمفاوضات والحوار وحل الخلافات سلمياً.