التجارة تعلن استقرار أسعار المواد الغذائيَّة

العراق 2022/03/12
...

 بغداد: إسراء السامرائي
 الناصرية: نجلاء الخالدي
 النجف الأشرف: حسين الكعبي
 
سجَّلت وزارة التجارة استقراراً نسبياً بأسعار المواد الغذائية خلال اليومين الماضيين وتوقف ارتفاعها، خصوصاً بعد الإجراءات الحكومية المتخذة مؤخراً لتسهيل استيرادها وتجهيز السلة الغذائية وإقرار منحة مالية لشرائح معينة من المجتمع. إلا أنَّ مختصين في مجال الاقتصاد، حذروا من أنَّ هذه الإجراءات ستكون وقتية، ولن تحقق ما يطمح له المواطن على المدى البعيد.
بينما طالب عدد من المتظاهرين في ذي قار بمحاسبة المتسببين بموجة الغلاء لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان. 
وقال مدير دائرة الرقابة التجارية والمالية في وزارة التجارة محمد حنون في بيان صحفي: إنَّ “الأسواق شهدت استقراراً في الأسعار خلال اليومين الأخيرين، نتيجة المتابعة المستمرة للفرق الرقابية المشتركة، والاستعداد لتجهيز حصتين من السلة الغذائية تزامناً مع قرب حلول شهر رمضان، والإجراءات الحكومية المتخذة للسيطرة على الأسعار». 
وأضاف أنَّ “وزير التجارة علاء الجبوري وجّه بتشكيل فريق رقابي فني لمتابعة السوق المحلية وتقديم دراسة عن أسباب ارتفاع أسعار مادتي زيت الطعام والطحين في الآونة الأخيرة، وتقديم الحلول الناجحة للحيلولة دون ارتفاع أسعارها وإرجاعها إلى السعر السابق قبل الأزمة الحالية».  
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة ذي قار فؤاد كريم لـ”الصباح”، رصد عدد من المخالفين خلال جولة رقابية في الأسواق ستتم إحالتهم إلى القضاء».
بالمقابل، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة الكوفة الدكتور طالب جاسم لـ”الصباح”: إنَّ “الحكومة مطالبة حالياً باستغلال ارتفاع أسعار النفط في تحقيق تنمية اقتصادية من خلال دعم القطاعين الزراعي والصناعي». 
وأشار إلى أنَّ “العراق يمتلك أراضي زراعية واسعة إلا أنها غير مستصلحة، ورغم أنَّ الحكومة أطلقت مبادرة زراعية قبل أعوام عدة لتطوير هذا القطاع، إلا أنَّ نتائجها لم تكن بمستوى الطموح بسبب غياب الرقابة على تنفيذ آلياتها».
وبين جاسم أنَّ “قلة الإطلاقات المائية تعد من أكبر العقبات التي تواجه الزراعة، حيث تم خفض المساحة المزروعة بالحنطة لهذا الموسم إلى 50 بالمئة، لذلك ينبغي استثمار المياه الجوفية المتوفرة في باديتي النجف والسماوة واستصلاح أراضيهما من خلال حفر الآبار واستخدام التقنيات الحديثة في الري». 
وظهرت حالياً الآثار السلبية لإهمال القطاع الزراعي في الأعوام الماضية أمام أزمة الغذاء التي يواجهها العراق بسبب الحرب الروسيةـ الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا، من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي يجري استيراد أغلبها من الخارج. إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة حميد النايف لـ”الصباح”: إنَّ “الوزارة تعمل على دعم الفلاحين من خلال توفير الأسمدة والمستلزمات الزراعية، إلا أنَّ ذلك غير ملموس لدى المواطن بسبب جشع التجار الذين يتلاعبون بأسعار المواد الغذائية والخضراوات بما يتناسب مع سياستهم الخاصة».
ودعا النايف الحكومة إلى “إقامة أسواق أو مجمعات للبضائع والسلع بأسعار مدعومة لتكون الداعم الأكبر لشريحة الفقراء خلال الأزمات”، منوهاً بأنَّ “أغلب دول الجوار تعتمد هذه السياسة وتدعم مواطنيها من خلال هذه الأسواق». 
 
تحرير: علي موفق