السليمانية: محمد البغدادي
يَرى مراقبون وسياسيون في السليمانية وأربيل أن لقاء الحنانة الأخير في النجف الأشرف ورغم عدم وجود الكرد مثلما ظهر عبر صور التقطها المفاوضون لا يمنع من كون الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني متواجداً في الحوار، وأن أربيل صاحبة الضلع الثالث في تحالف الأغلبية الوطنية كانت حاضرة، بينما يقرأ آخرون غياب الممثلين الكرد عن مشهد الاجتماع كون الخلاف الأعمق والذي يجب أن يبحث هو الخلاف في "البيت الشيعي" الذي يجب أن تتم تسويته قبل الانطلاق إلى فضاءات الحوار مع الآخرين.
وقال عضو الحزب الديمقراطي ماجد شنكالي في حديث لـ"الصباح": إن "حضور السيد مقتدى الصدر وتحالف السيادة الممثل بالحلبوسي وخميس الخنجر، بمثابة حضور للحزب الديمقراطي الذي هو جزء من التحالف الثلاثي، وبالتأكيد رؤيته حاضرة في اجتماع الحنانة".
وتابع: "بالتأكيد فأن الحزب الديمقراطي مع أي تقارب (شيعي – شيعي) يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية والإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة"، معرباً عن اعتقاده أنه "في غضون أسبوعين سيتم انتخاب رئيس الجمهورية وترشيح مرشح التحالف الثلاثي أو الكتلة الصدرية ليكلف برئاسة الوزراء"، مشدداً على أن "الوضع السياسي والاقتصادي للبلد لا يتحمل المزيد من التعطيل". من جهته، بيّن عضو الاتحاد الوطني الكردستاني طارق جوهر في حديث لـ"الصباح"، أن "الصورة غير واضحة بالرغم من تقدم المبادرة بين الإطار والتيار خصوصاً بعد الاتصال الهاتفي بين المالكي والصدر لمرتين خلال أقل من أسبوع وهو ما يدعو إلى نوع من التفاؤل".
وأضاف، أن "البيت الشيعي في الطريق إلى توحيد مواقفه والاتفاق على رسم سيناريو العملية السياسية، فيما تشير التوقعات إلى أن التواصل من قبل السيد الصدر مع المالكي ما هي إلا بداية مشجعة لوحدة الموقف الشيعي", مستدركا أن "أساس العملية متوقف على اتفاق الإطار التنسيقي مع التيار الصدري وبدونه لا يمكن أن تمضي العملية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما أُعلن أكثر من مرة لأن شكل الحكومة ومن سيكون الكتلة الأكثر عدداً ومرشح رئاسة الوزراء وهل سيكون قريبا من أي كتلة أو سيكون شخصاً توافقيا ما بين الإطار والتيار؟ تعتبر مسائل مهمة وكذلك توزيع الحقائب الوزارية أمر يتعلق بالبيت الشيعي بالدرجة الأساس".
وعبّر الكاتب والمحلل السياسي الكردي محمد واني، عن رأيه في الغياب الكردي عن اجتماع الحنانة والاقتصار على الشيعة والسنة فقط في حديثه لـ"الصباح" بقوله: "ربما الرسالة للكرد كالآتي (رتبوا بيتكم واختاروا مرشحاً لرئاسة الجمهورية وإلا فأن عندنا الأغلبية المريحة للاختيار"، إلا أنه أكد أن "العراق بلد مكونات ولا يمكن أن يدار بأي أغلبية شيعية أو سنية ولا حتى كردية".
تحرير: محمد الأنصاري