مواجهة الخيار الواحد

الرياضة 2022/03/29
...

خالد جاسم
 
*مَعركة التحدي ..مواجهة المصير ..نكون أو لا نكون ..مباراة لا تقبل القسمة على اثنين ..الخروج من عنق الزجاجة ..مباراة الحسم ..هذه كلها عناوين تضاف إلى العنوان أعلاه , وفي الإمكان إضافة عناوين أخرى وجميعا تنطبق على المواجهة  بين منتخبنا الوطني بكرة القدم مع شقيقه السوري  في ملعبه المفترض في دبي بدولة الإمارات العربية في إياب التصفيات الاسيوية الحاسمة المؤهلة لكأس العالم . هذه العناوين لم تغادر الكثير ولا نقول جميع المهمات التي خاضها منتخبنا الوطني منذ سنوات , فلا توجد هناك مهمة أستثنيت من هذا التوصيف إلا في حالات نادرة جدا حيث معظم البطولات والمباريات التي نلعبها تبلغ فيها الأمور درجة الإحراج والتأزم الذي كثيرا ما نحن نصنعه بأيدينا ونضع أنفسنا بسببه في مواقف لا نحسد عليها , وهي معادلة كروية لا أعتقد أن لها نهاية قريبة أو منظورة طالما أن التخبط وسوء التدبير والافتقاد إلى التخطيط في أبسط حالاته سيبقى قائما في كامل منظومتنا الكروية وليس فقط في مسائل تحضير وتهيئة منتخباتنا الوطنية . وبرغم كل مؤشرات التفاؤل التي تذهب في اتجاه تجاوزنا العقبة السورية , وفي ظل الفوارق الفنية والبدنية المبتسرة بيننا وبين الفريق الخصم الذي تعادلنا معه سلبيا في مواجهة الذهاب , إلا أن الحذر مطلوب مع أن اللعب بمنطق الفوز كخيار وحيد لا غنى عنه هو المطلب الحاسم لكنه يجب أن لا يدفعنا إلى اندفاعات غير محسوبة أو الرهان على أسلوب لعب الخصم الذي لم يتغير كثيرا عن السابق ولم يعد هناك مناص من التعامل مع مباراة سوريا على أنها معركة مصيرية يجب كسبها الفوز ونسيان كل الحسابات الأخرى وبضمنها مواجهة الامارات وكوريا الجنوبية المتأهلة للمونديال ونتمنى فوزها بل وحتى تعادلها مع الاماراتيين مع تحقيق فوزنا على السوريين كخيار لا بديل سواه لتحقيق تأهلنا الى الملحق  , ولا أعتقد أن تلك الحقائق غائبة عن ذهنية الكابتن عبد الغني شهد الذي أدرك جيدا نمط التفكير والعمل والتدبير في مفكرته التدريبية في التعامل مع ظروف مواجهة اليوم . وعندما نذكر تلك الحقائق لا نهدف الى تضخيم صورة الفريق الخصم أو التقليل من عزيمة لاعبينا , بقدر التنبيه إلى أهمية مراعاة تلك الجوانب وليس تصور المباراة نزهة أو مهمة سهلة بل هي مواجهة صعبة جدا تتطلب مشقة كبيرة , وهنا يلعب العامل النفسي دورا مهما في تحضير اللاعبين ويكاد يفوق الجانبين الفني والبدني وهما ليسا محسومين لصالحنا في ظل معطيات الأمس, لكن أعتقد أن الفوز المهم على المنتخب الاماراتي بهدف واحد قد منحت لاعبينا زخما معنويا مطلوبا وعلى قدر كبير من الضرورة , كما أتاحت للكابتن شهد فرصة المناورة بكل الأوراق التي بحوزته تماما،
كلنا ثقة وتفاؤل بقدرات لاعبينا على اقتناص الفوز وكسب النقاط الثلاث التي تمنحنا بطاقة اللعب في الملحق , ومتى ما أدرك منتخبنا الأسلوب الصحيح والطريق المختصر للتحدث بلغة الفوز فسوف يقضى الأمر , كما علينا الإدراك دائما أن كرة القدم لا ضمان فيها ولن تخضع إلى لغة التوقعات الورقية بقدر احتكامها إلى من يفهم احترامها لمن يجزل العطاء بروحية الفوز والمثابرة من أجله عبر استثمار أخطاء الخصم وتقديم أدنى قدر من الأخطاء لأنها لعبة أخطاء أولا وأخيرا .