غادرنا وانتهى كل شيء

الرياضة 2022/03/30
...

علي الباوي
ها نحن نرجع إلى نقطة البداية فقد غادرنا التصفيات وحسم الأمر وهنا نعود إلى ما كنا نقوله وهو حل هذا المنتخب الكروي الذي لا يصلح لتمثيل العراق، وهل المشكلة في الاتحاد أم بالمدربين الذين استبدلناهم كثيراً أم في اللاعبين.
لاشك أن مستوانا في اللعب وإمكانات لاعبينا هي السبب في خروجنا المأساوي من تصفيات كأس العالم المقبلة لكن نحن لا نلقي باللوم على اللاعبين وانما على الاتحاد الذي يصر دائماً على أن هؤلاء هم خلاصة لعبة كرة القدم في العراق وهذا الأمر القاصي والداني يعرف أننا نلعب كرة قدم عقيمة ومتخلفة وأن لاعبينا لايملكون القدرات لمجاراة ليست الفرق العريقة في لعبة كرة القدم وانما الفرق ذات المستوى المتوسط.
فلاعبونا هم موضة قديمة ولايجيدون فنون اللعب والتهديف فضلاً عن لياقتهم المتدنية واعتمادهم على الحظ في التهديف والتمرير وليس على فنون كرة القدم، فنحن بالأساس تراجعنا قروناً عن الدول الأخرى وأصبحت منتخبات من الدرجة العاشرة لاتهابنا ولاتخاف أسودنا التي سقطت أسنانها وخلعت مخالبها وركنت في الأقفاص.
هل اتحاد كرة القدم لايعرف أن كرتنا متخلفة وأننا بحاجة إلى بناء فريق له قدرات على المنافسة وخوض المباريات بشكلها الطبيعي؟ كل المنتخبات تفوز وتخسر ولكنها تلعب كرة القدم بمعنى أنها تجيد التمرير والتهديف والهجوم وصناعة اللعب بالإضافة إلى الأساليب الأخرى التي تتطلبها خوض المباريات المصيرية، لا أن تلعب بغياب الفن والاعتماد فقط على الحظ، هل اتحاد الكرة يعي هذه الحقيقة؟ وإذا لم يعها فهي كارثة كبرى وعلينا أن نغير هذا الاتحاد، والحقيقة نحن نرجح أن الاتحاد لايدرك واقع اللعبة في العراق والدليل على هذا أنه غير 4 مدربين في ظرف أشهر بسيطة وخلال التصفيات نفسها وهذا يعني أن الاتحاد يعتقد أن الخلل في المدرب وليس في اللاعبين وهذا ليس صائباً مطلقاً فنحن لا نلعب كرة قدم حديثة ولدينا مشكلات جسيمة في ثقافة اللاعب الكروية وأيضاً في قدراته الفنية والبدنية والفكرية وإلا لما كان لهؤلاء المدربين الفشل لو أن المعضلة كانت في التدريب.
 على اتحاد الكرة مراجعة نفسه والاعتراف بأننا لانملك قاعدة لكرة القدم الحديثة، وهنا يجب العمل على فتح مدارس كروية حقيقية ووضع خطط خمسية أو عشرية للحصول على منتخب يجيد اللعب المعاصر وقادر على مجاراة المنتخبات القوية. ونستطيع القول إننا نلعب كرة قدم حديثة.
الكارثة التي أصابتنا وجرحتنا جميعاً لابد أن تدعونا هذه المرة إلى قلع هذه الشجرة الميتة والعمل على انجاب لاعبين جدد يتربون على العقلية الحديثة ولهم إمكانات بدنية على اللعب بكل فنونه وإبداعاته.
لم يعد بالإمكان إخفاء حقيقة أننا لانملك كرة قدم حقيقية وأن منتخبنا فقد هيبته القديمة ونرجو من الاتحاد أن لا يكرر الخطأ في بطولة آسيا المقبلة ويمضي قدماً بالتمسك بهؤلاء اللاعبين على أنهم خلاصة الكرة العراقية بل عليه تدارك الأمر سريعاً والبحث عن لاعبين آخرين تمهيداً لتنفيذ خطط مستقبلية لإنعاش كرتنا.