الصباح: متابعة
أقام معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي دورة تدريبية عن "الاقتصاد القياسي"، باعتماد أسلوب التدريب عن بعد الذي انتهجه الصندوق استمراراً لنشاطه
التدريبي.
والاقتصاد القياسي (Econometrics)هو تطبيق الطرق الإحصائية في التقييم العملي للعلاقات الاقتصادية، يستخدم تحليل الاقتصاد القياسي على نطاق واسع في الاقتصاد الدولي لتقدير أسباب وآثار التجارة الدولية وأسعار الصرف وحركات رأس المال الدولية. كما يعد أحد فروع علم الاقتصاد، ويهتم بقياس وبتحليل الظواهر الاقتصادية الواقعية تحليلاً كمياً مستخدما في ذلك النظرية الاقتصادية، الاقتصاد الرياضي، الإحصاء الرياضي والاقتصادي، فضلا عن أساليب الاستقراء الإحصائي المناسبة بهدف تحليل واختبار النظريات الاقتصادية المختلفة من ناحية، والمساعدة في رسم السياسات واتخاذ القرارات والتنبؤ بقيم المتغيرات الاقتصادية في المستقبل من ناحية
أخرى.
وأوضح الصندوق في بيان تابعته "الصباح" ان "الدورة تهدف إلى تمكين المشاركين من الإلمام بأهم أساسيات نماذج الانحدار الخطية البسيطة والمتعددة، ومعالجة التحديات الناتجة عن الارتباط الذاتي للأخطاء العشوائية وعدم تجانسها، واستخدام هذه النماذج في إعداد التوقعات المستقبلية".
ونقل البيان عن مدير الصندوق ورئيس مجلس الإدارة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي قوله: "ارتأى صندوق النقد العربي تنظيم هذه الدورة التدريبية كونها نابعة من حاجيات الدول العربية الأعضاء في إطار مبادرة "عربستات"، بهدف تطوير قدرات المشاركين ومعرفتهم بطرق الاقتصاد القياسي وتطبيقاتها على البيانات باستخدام البرمجيات الإحصائية المتخصصة".
وأوضح الحميدي: "تلعب الطرق الكمية في تحليل الأوضاع الاقتصادية، والمساعدة في عملية اتخاذ القرارات وتبني السياسات الاقتصادية السليمة واستشراف المستقبل أهمية كبرى، إذ أصبح استخدام الأساليب الكمية خاصةً طرق الاقتصاد القياسي في الأبحاث العلمية وتحليل الأوضاع الاقتصادية من الركائز الأساسية التي يعتمدها الخبراء الاقتصاديون لتقديم الحلول المناسبة لكثير من القضايا الاقتصادية التي تهم المسؤولين وصناع القرار، إذ زاد الاهتمام بها والاعتماد عليها بشكل كبير في العديد من الأمور الاقتصادية والمالية والاجتماعية والديموغرافية بالتزامن مع تطور البرامج المعلوماتية وزيادة إنتاج البيانات".
يشار إلى أنه يمكن اعتبار الاقتصاد القياسي على أنه التطبيق العملي لكل من النظريات الاقتصادية والاقتصاد الرياضي، وذلك من خلال توظيف محتوى النظريات الاقتصادية والعلاقات الرياضية على الظواهر الاقتصادية في أرض الواقع. ومن هنا تبرز أهميته القصوى لكل طالب أو باحث اقتصادي.
كما أن المتتبع للدراسات والأبحاث في مجال الاقتصاد المنشورة في المجلات العلمية المحلية والدولية لا يكاد يجد دراسة أو بحثا خاليين من تطبيقات الاقتصاد القياسي. والمتعارف عليه اليوم أن من لا يعرف فن الاقتصاد القياسي فإنه لا يعد اقتصادياً بالمفهوم المعاصر.
واختتم الحميدي حديثه بدعوة المشاركين وحثهم على اغتنام هذه المناسبة للإفادة من تجارب البلدان العربية المختلفة، ما يعظم الفائدة من الدورة".