زراعة النجف: 14 مليون دونم من الأراضي الصحراويَّة غير مستغلة

العراق 2022/04/02
...

 النجف: حسين الكعبي 
كشفت مديريَّة زراعة النجف عن وجود 14 مليون دونم من الأراضي الصحراوية غير المستغلة أو المستصلحة على الرغم من قابليتها للاستزراع وإنتاجيتها العالية خصوصاً في مجال الحبوب التي تمثل العصب الرئيس للأمن الغذائي، إلى جانب فوائدها البيئية. 
وتعاني محافظة النجف على مدار العام الغبار والأتربة التي تغطي أجواءها، بسبب اتساع المساحات الصحراوية التي تحيط بها وقلة الغطاء النباتي، الذي ينحسر عاماً بعد آخر بسبب التجاوز على الأراضي الزراعية، وقلة المستصلحة منها نسبة إلى مساحتها الكلية. 
وقال مدير عام زراعة النجف منعم شهيد الفتلاوي لـ"الصباح": إنَّ "مساحة الأراضي الصحراوية القابلة للزراعة في المحافظة تقترب من 14 مليون دونم، أما المزروع منها فلا يتجاوز 50 ألف دونم، بينما تبلغ الأراضي الطينية الصالحة للاستزراع 700 ألف دونم، 500 ألف دونم منها تمت زراعتها". 
وعزا الفتلاوي السبب في عدم زراعة الأراضي الصحراوية إلى "كونها أرضاً رملية، تحتاج إلى استخدام الأسمدة الكيمياوية والعضوية لتعويض النقص في عناصرها، كما أنها بحاجة إلى حفر الآبار لأنها تعتمد على المياه الجوفية كمصدر للسقي، مع استخدام تقانات الري الحديثة مثل المرشات المحورية". 
وأوضح أنَّ "تكاليف الزراعة في الأراضي الصحراوية تعوضها الإنتاجية العالية التي تصل إلى طنين للدونم الواحد بالنسبة لمحاصيل الحبوب، وهو ما لا يتحقق في الأراضي الطينية، فضلاً عن الفائدة الاقتصادية لاستصلاحها منها فوائد بيئية، فهي تساعد على تثبيت التربة وتقليل الغبار والأتربة المتصاعدة التي تؤثر سلباً في المحافظة". 
من جهته، نظم فرع نقابة المهندسين الزراعيين في النجف مهرجان الربيع الثاني عشر، للتشجيع على نشر ثقافة التشجير وزيادة المساحات الخضر في المحافظة. 
وقال رئيس فرع النقابة علي النفاخ لـ"الصباح": إنَّ "ما يميز المهرجان هذا العام إقامته في الحي المخصص للمهندسين الزراعيين، الذي خصصته الحكومة المحلية، إذ يعد جزءاً من منطقة بادية النجف، وقد تم إحياؤها من خلال بناء المجمعات السكنية الاستثمارية، وتخصيص نحو عشرة آلاف قطعة أرض سكنية للنقابات المهنية ولمنتسبي الدوائر الحكومية والأسر المستحقة".
بدوره، يرى رئيس قسم البيئة في كلية العلوم بجامعة الكوفة الدكتور محمد جواد الحيدري أنَّ "المجمعات السكنية والنشاطات الزراعية والاقتصادية في هذه المنطقة الصحراوية، من شأنها تثبيت التربة والحد من العواصف الترابية التي تعاني منها المحافظة"، منوهاً بأنَّ "التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم بشكل عام تحتاج إلى خطوات جادة للتقليل من آثارها السلبية على البيئة".
 
تحرير: علي موفق