فشل جلستي البرلمان يُلقي بظلال ثقيلة على المشهد السياسي

العراق 2022/04/02
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب
 السليمانية: محمد البغدادي 
يرى سياسيون ومراقبون أن نتيجة الجلسة الماضية لم تكن مرضية لجميع الكتل والتحالفات ولجميع الأطراف، حتى الكتل الصغيرة باتت تقترب من العناد في وضع شروط تكاد تكون تعجيزيَّة للالتحاق بأي من المعسكرين.
 
ولا تبدو الأجواء مبشرة بحلّ الأوضاع، حتى مع إعلان الصدر فسح المجال للإطار التنسيقي في إطلاق جولة مفاوضات مع حلفائه في كتلة "إنقاذ وطن" وهما الديمقراطي الكردستاني و"تحالف السيادة" الذي يضم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس التحالف خميس الخنجر.
النائب عن كتلة حزب الاتحاد الكردستاني سوزان منصور قالت: إنَّ "عدم اكتمال نصاب الجلسة السابقة جاء بنتيجة غير مرضية للتحالفات السياسية التي امتازت بالعناد السياسي والشخصي".  
وأضافت في تصريح لـ"الصباح"، أنَّ "موقف الاتحاد الكردستاني واضح ولا يزال ومرشحنا لمنصب رئيس الجمهورية لم يتغير، لأنه يمتلك كل المواصفات للمنصب".  
المحلل السياسي جاسم الغرابي قال: إنَّ "التحالفات تحولت إلى صراع إرادة وزعامات في المشهد الكردي، أما في ما يتعلق بالأغلبية السياسية التي يسعى لها الصدر فقال الغرابي في حديث إلى "الصباح": إنَّ "إشارة الصدر إلى الذهاب للمعارضة ليست إحراجاً للإطار، فضلاً عن أنَّ المتحالفين معه لن يذهبوا مع الإطار لتشكيل الحكومة، وسيبقى الوضع كما هو عليه، حتى بعد الـ 30 يوماً التي منحها كمهلة".
ويعول المراقبون على حوارات سياسية تتيح المجال لإيجاد نقطة لقاء، خصوصاً أنَّ الخلاف صار خلافاً داخل المكونات الشيعية والكردية.
عضو الاتحاد الكردستاني برهان شيخ رؤوف قال لـ"الصباح": إنَّ "فشل جلستي السبت والأربعاء الماضيتين يكشف أنه ليس بمقدور تحالف "إنقاذ وطن" إكمال النصاب وانتخاب رئيس الجمهورية، كما أنَّ شعار الأغلبية لن يصلح لإدارة الحكم في المرحلة المقبلة".
ولفت رؤوف إلى أنَّ "من الصعب على الاتحاد الكردستاني الاستجابة للشروط والإملاءات، وسيستمر على مواقفه بالتعاون مع الإطار التنسيقي حتى يتراجع الديمقراطي عن طروحاته".
من جانبه، قال عضو الحزب الديمقراطي وفاء محمد: إنَّ "عدم حسم النصاب في جلسة الأربعاء لا يعني أبداً تخلي تحالف "إنقاذ وطن" عن مرشحيه ومشروعه الإصلاحي وهناك مدة زمنية تمتد إلى السادس من نيسان على أمل قبول الإخوة في الإطار التنسيقي مقترحات السيد مقتدى الصدر".
ورجح محمد في تصريح لـ"الصباح" القبول "بتوافق يضمن حضور البرلمان، من دون اللجوء إلى المستقلين أو الأحزاب المعارضة التي حاولت انتهاز الفرصة للحصول على بعض المكاسب وفرض شروط تعجيزية"، حسب وصفه.
وأشار النائب إلى وجود "اجتهاد قانوني من قبل المحكمة الاتحادية للحيلولة دون دخول البلاد الفراغ الدستوري والسياسي"، موضحاً أنَّ "اتفاق الديمقراطي والاتحاد مرهون بموافقة الأخير على مقترحات بارزاني إلى بافيل طالباني، والتي تفضي إلى منح الاتحاد عدة مناصب مقابل تخليه عن رئاسة الجمهورية".
وقال المتحدث باسم كتلة الجيل الجديد هيمداد شاهين: إنَّ كتلته "لا تقف إلى جانب أي طرف من الأطراف المتنافسة، بل نتخذ جانب المعارضة مع حركة امتداد، ولن نؤيد أو نصطف مع أحد على حساب الآخر"، مشيراً إلى أنَّ الكتلة "رفضت عروضاً ومغريات بمناصب في الحكومة المقبلة"، على حد قوله.
وتابع شاهين في حديث لـ"الصباح"، "طرحنا 17 نقطة على تحالف "إنقاذ وطن"، من بينها حل مشكلات المواطنين في جميع البلاد، وخاصة رفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والقضاء على غلاء المعيشة وتخفيض أسعار الوقود بما يتناسب ودخل المواطن وفي حال عدم تطبيقها سنظل متمسكين بخياراتنا كمعارضة ونطالب بها ما دمنا في إطار العملية السياسية".
ويرى الباحث في الشأن السياسي الكردي ياسين عزيز في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "الخلاف الكردي الكردي أحد أهم أسباب فشل تشكيل الحكومة"، مبيناً أنَّ "الضغوط الإقليمية تمنع إجراء الحوار بين الحزبين الكرديين".
 
تحرير: علي عبد الخالق