يونيتاد: «داعش» استخدم الأسلحة الكيميائية في الموصل

العراق 2022/04/05
...

 بغداد: عمر عبد اللطيف
 
كشفَ رئيس «يونيتاد» فريق التحقيق لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها داعش، كريستيان ريتشير أن التنظيم الإرهابي استخدم غاز الخردل (المحرم دولياً) في مدينة الموصل أثناء احتلاله لها.
وقالَ ريتشير في لقاء أجرته معه “الصباح”: إن “الفريق أحرز تقدماً في التحقيقات التي أجريت في هذا الأمر، والتي أكدت استخدام الأسلحة الكيميائية وتحديداً (غاز الخردل) ضد المواطنين”، مشيراً إلى أن “الأمر لم يكن عشوائياً، حيث استعان التنظيم بخبراء لإجراء الدراسات والتجارب على البشر، واستغل أجهزة ومعامل جامعة الموصل”، مستدركاً أن “الفريق يواصل تحقيقاته في تطوير تنظيم داعش لبرنامج أسلحة كيميائية أثناء سيطرته على الموصل، والتي تؤشر لدرجة جديدة من الجرائم».
وأضاف أن “الفريق حقق في جريمة سبايكر التي تعد من جرائم الحرب المروعة بشكل صادم جداً لما ارتكب من فظاعات بكل المقاييس وبمنتهى القسوة».
وأكد أن “فريق التحقيق ومن خلال عمله يهدف من خلال جمع الأدلة وبناء القضايا إلى تحميل أفراد تنظيم داعش وقياداتهم المسؤولية الجنائية عما ارتكبوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأيضا جرائم إبادة في بعض الحالات”، مبيناً أن “القانون الجنائي الدولي يتعامل مع مسؤولية الأفراد وليس الدول التي يمكن أن ينتمي إليها هؤلاء الأفراد».
وأشاد المسؤول الدولي بالعراق “لريادته في طلب إنشاء فريق التحقيق (يونيتاد) ولتعاونه مع الفريق حتّى يومنا هذا، حيثُ يُعَدّ هذا الدور دوراً هامّاً في تعزيز المُساءلة الدولية عن الجرائم المُرتكبة من جانب تنظيم داعش، كما أنه دور حيوي في السعي لتحقيق العدالة للضحايا وللناجين، وجُلّهم من مواطني هذا البلد».
وأوضح أن “الفريق أيضاً يدعم التحقيقات التي تجري في دول عدة ضد عناصر داعش، ما يؤدي إلى توفير أدلة على ارتكاب هؤلاء لجرائم، مثل ما جرى في ألمانيا مؤخراً حين صدر حكم هو الأول من نوعه بإدانة أحد عناصر داعش بتهمة الإبادة الجماعية، وهو حكم هام للغاية”، وبين أن “أحد التزامات فريق التحقيق الدولي هو حفظ الأدلة والتي يمكن العودة اليها حتى بعد عشرات الأعوام على ارتكاب تلك الجرائم».
وأكد أن “الفريق يعمل من خلال تعاون وثيق مع الجهات العراقية على التنقيب عن المقابر الجماعية التي تحوي رفات ضحايا التنظيم، وبالإضافة لأهمية ذلك العمل كجزء من جمع الأدلة على جرائم التنظيم، فأن هذا الأمر هام جداً لأهالي الضحايا، ويمنحهم بعض العزاء حين يتم التعرف على رفات ذويهم ودفنها بشكل لائق». 
كما أشاد ريتشير “بالتعاون الوثيق مع القضاء العراقي لبناء قضايا تتعامل مع الجرائم الدولية، بما يمهد لمحاسبة مرتكبيها من عناصر داعش على أساس قانوني سليم”، مشيرا إلى أن “القضاء العراقي هو الشريك الطبيعي للفريق في خدمة الهدف النهائي المتمثل في تحقيق المساءلة”، معرباً عن أمله في تحقيق العدالة عن الجرائم الدولية بالاستناد إلى الأدلة وفقاً لأعلى المعايير الممكنة، مشيراً إلى “وجود أفكار نوقشت مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان لضمان استعداد النظام القضائي التعامل مع قضايا تتعلق بالجرائم الدولية لداعش».
 
تحرير: محمد الأنصاري