يستهوي جهاز الموبايل غالبية الصائمين في رمضان من لحظة الإفطار وحتى الإمساك، لأنه يلبي رغباتهم التي يحتاجونها في هذا الشهر الفضيل، فمنهم
من لا يجيد القراءة والكتابة ويرغب بسماع آيات من الذكر الحكيم.
الحلة: محمد عجيل
إذ وفرت له منصات التواصل وخاصة اليوتيوب ذلك ترتيلاً وتجويداً بأصوات مختلف القراء والمنشدين من الدول العربية.
أما اللواتي لا يتقن فن الطبخ والإعداد لمائدة رمضان فتلجأ غالبيتهن إلى دروس وتجارب تقدم أكلات عراقية وعربية وعالمية مختلفة.
يقول أستاذ مادة علم الاجتماع الدكتور جابر مرجان، إن "التطور التكنولوجي واحد من أهم أسس توفير متطلبات الحالة النفسية للإنسان وخاصة في الشهر المبارك، إذ يزدحم البرنامج الاجتماعي لديه وتزداد حاجته إلى برامج مختلفة".
ويرى مرجان أن خير ما يقدم ذلك هو جهاز الموبايل الذي أصبح شريكاً أساسياً للصائمين في رمضان، يقدم لهم ما يشتهون من برامجيات منوعة.
ورغم تلك المميزات الجميلة إلا أن هذا الجهاز، كما يقول مرجان، قد يقف عائقاً أمام فرصة التآزر الاجتماعي التي كانت طاغية على السلوك البشري في الشهر الفضيل خلال العقود الماضية، إذ تجتمع الأسرة لتستقبل ضيوفها من الأصدقاء والأقارب، وهذا من أسباب تسمية رمضان
بشهر الرحمة والمحبة.
لكن تطور الحياة وظهور مثل هذا الجهاز تسبب بأن ينزوي الإنسان في زاوية ما، محبذاً الاستماع إلى البرامجيات المختلفة غير آبه بطرق الباب أو باستقبال أي من الضيوف، وفقاً لتعبيره.
وأشار إلى أن الاستخدام الأمثل له هو من خلال تقسيم الوقت ليتمكن الصائم من الاستفادة منه بالدرجة الأساس في عبادته التي يتطلبها الشهر الفضيل، إذ يحتاج لقراءة القرآن وصوت الأذان وبرامج دينية خاصة في المناطق التي تخلو من الجوامع، فضلاً عن إشباع رغباته في متابعة برامج منوعة ترتبط بالجانب الفني أو السياسي وحتى الاقتصادي.
وشدد مرجان على ضرورة عدم فسح المجال لهذا الجهاز العجيب أن يعبث بمزايا شهر رمضان من خلال ترك متابعة شؤون الأسرة والأولاد.